بعد الضجة الإعلامية والأزمة الديبلوماسية التي أثارتها الزيارة الاستفزازية الأخيرة ل خورخي فرنانديث دياز وزير الداخلية الإسباني إلى مليلية المحتلة، و إلى موقع معركة أنوال بإقليم الحسيمة للوقوف بخشوع أمام أضرحة و قبور الجنود الاسبان الذين سقطوا في مواجهة جيش أسد الريف الأمير عبد الكريم الخطابي. وبعد التصريح الصحفي المستفز للمسؤول الاسباني ذاته، الذي أكد من خلاله عن عزم حكومته إحداث مركز عسكري للمراقبة بجزيرة» إشفارن» المنتظمة ضمن أرخبيل الجزر الجعفرية، التي لم يكف المغرب عن المطالبة بحقوقه السيادية عليها، كما هو الحال بالنسبة لثغري مليلية و سبتة المحتلتين . وبعد قيام الحكومة الإسبانية بمنح أعلى وسام عسكري لفيلق «ألكانترا للخيالة» لدوره الرئيسي في حرب أنوال ضد المغاربة، وهي خطوة تمجيدية لماضي الاستعمار وللقهر الذي مارسته إسبانيا بشكل «إجرامي» بحق المغاربة. جاء الدور على سلطات الاحتلال الاسباني بالثغرين السليبين، لتزيد من درجة الاحتقان الديبلوماسي بين الرباطومدريد، حيث طلبت رسميا من حكومة مدريد والقيادة العسكرية العليا بتوفير المزيد من الجنود والعتاد العسكري، متذرعة بتزايد عدد المهاجرين السريين بالمدينتين السليبتين سبتة ومليلية. و أفادت الأخبار الواردة من مدينة سبتةالمحتلة، أن سلطات الاحتلال الاسباني وضعت مختلف تشكيلاتها وقواتها الأمنية والعسكرية في حالة تأهب قصوى. كما يعرف المركز الحدودي الوهمي «طاراخال» مراقبة أمنية مشددة وصارمة، سواء في عملية الدخول أو الخروج من الثغر السليب. و علمنا أيضا من بعض المصادر المطلعة بسبتة السليبة، أن فرقا عسكرية إسبانية خاصة حلت مؤخرا بالثغر المحتل قادمة من الجزيرة الخضراء بغية تعزيز الطاقم الأمني المتواجد بسبتةالمحتلة. لكن بعض وسائل الإعلام المحلية بسبتةالمحتلة، ونقلا عن مسؤولين في الحكومة المحلية، نفت وجود حالة الطوارئ بالمدينة أو تشديد المراقبة على الحدود الوهمية مع باقي التراب المغربي . ويبدو أن الخرجات الإعلامية الخطيرة والمبادرات التحرشية الأخيرة للمسؤولين الإسبان المحسوبة العواقب، تندرج ضمن مسعى تأزيم وتلغيم العلاقات الديبلوماسية بين البلدين الجارين، وتناقض وتضرب عرض الحائط كل أشكال التعاون الأمني الثنائي بين الرباطومدريد، للحد من تبعات تدفق الهجرة السرية نحو شواطئ البلد الجار، والتي دفع جندي مغربي حياته ثمنا لها، في نفس الوقت الذي كان فيه وزير الداخلية الإسباني يحيك مؤامرته الخبيثة ضد كرامة المغاربة بإقليم الحسيمة.