تألق منتدى أصيلة في دورته الرابعة والثلاثين بتكريم الإعلامي والسياسي والكاتب والمناضل الأستاذ محمد العربي المساري ذو المسار الطويل والحضور المتميز في شتى هذه المجالات بثقافته وحديثه وانضباطه وتواضعه والابتسامة الودودة التي لاتفارق محياه تجعله من الوهلة الأولى إنسانا مقبولا يدخل القلب دون استئذان. وهو الاستاذ الذي عرفناه في جريدة العلم دائم الحضور حريصا على الوقت وعلى تسجيل، كل كنا في أسرة العلم نشتغل به، وعرفناه في النقابة الوطنية للصحافة المغربية جادا منضبطا، ملما بكل تفاصيل الملفات دافعا بها إلى الأمام رغم المصاعب والإكراهات، دافعا بها بصبر وأناة إلى أن تلقى طريقها إلى التحقق. -------------------------- محمد بنعيسى وكان أول المتدخلين في هذا العرس التكريمي للأستاذ محمد العربي المساري يومي السبت والاحد 7 و 8 يوليوز 2012 خلال الجلسة الأولى التي ترأسها السيد عبد الاله التهاني كان هو السيد محمد بنعيسى الأمين الأم لمنتدى أصيلة الذي رصد شخصية الاستاذ محمد العربي المساري، الذي استطاع أن يكون في آن واحد وعلى مدى نصف قرن سياسيا واعلاميا وكاتبا ومؤلفا زاوج خلال هذه المرحلة كلها بين الكتابة الصحافية الملتزمة والتفكير الحر. وذكر أنه خلال مهامه كسفير أعطى لبلاده حضوراً متميزاً على الساحة الديبلوماسية، وخلال تقلده لمهام وزارة الاتصال في حكومة التناوب فتح الأوراش، وخلال تقلده لمهام وزارة الاتصال في حكومة التناوب فتح الأوراش الكبرى لإصلاح قطاع الاعلام. وذكر السيد محمد بنعيسى باللحظات الأولى التي جمعته بالاستاذ محمد العربي المساري في بداية الخمسينيات عندما كان معا طالبين بالثانوي حيث وجد فيه الاخ والصديق ولمس فيه منذ ذلك الوقت المبكر جديته وانضباطه. حيث كان معا مع ثلة من الشباب المتحمس يشاركون في إعداد المجلات الحائطية ويساهمون في بث رسائل عبر إذاعة تطوان درسة. وأكد السيد محمد بنعيسى أن الاستاذ محمد العربي المساري تنوعت اهتماماته من السياسة إلى الدبلوماسية إلى النضال، لكن الصحافة ظلت أحب المهن إليه حيث أعطاها كل وقته بحضوره بالكتابة، وأيضا بحضوره الدائم في النقابة الوطنية للصحافة المغربية. عبد الكريم غلاب أما الأستاذ عبد الكريم غلاب الذي عرف الأستاذ محمد العربي المساري عن قرب في جريدة العلم وفي حزب الاستقلال، فقد أثنى لمنتدى أصيلة على هذه السنة بتكريم المفكرين والأدباء والشخصيات التي ساهمت في بناء هذا الوطن، وأكد أن منتدى أصيلة هذا جعلها وهي المدينة الصغيرة حجما مدينة كبيرة نوعا معروفة على الصعيد العالمي، وطالب الأستاذ عبد الكريم غلاب من الساهرين على هذه المدينة إحداث كلية تعنى بشؤون الفكر والثقافة والأدب. وفي شبه خيال روائي قال الأستاذ عبد الكريم غلاب وهو يتحدث عن محمد العربي المساري دعوني أحلم حلم يقظة وأرى في رؤياي أنه لو جاء قوم بعدنا بقرون عديدة وأرادوا دراسة أدب وفكر عصرنا لاشترطوا عددا من الشروط في هؤلاء أولها إتقان اللغة وثانيها شساعة التفكير وثالثها الإلمام بالتاريخ، ولو بحثوا عن كاتب تتوفر فيه هذه الخصال لوجدوها في محمد العربي المساري الرجل المتطلع المهتم دوما بما سيأتي صاحب قلب حار ومتحرر، هذا التحرر وهذه الحرارة كانت هديه وديدنه في كل المجالات التي اشتغل بها وأعطاها اهتمامه في السياسة عندما كان رئيسا للفريق البرلماني الاستقلالي وفي الحزب وفي الدبلوماسية، لكن الكتابة ظلت هي الوسواس الخناس الذي لم يفارقه طيلة كل هذه الانشغالات ، وهكذا كتب في عدة ميادين، واطلاعه على اللغات جعله كاتبا حقيقيا يقدم دائما ما هو جديد للقراءلا يهمه طول الكلام، بل يهمه قصر الكلام وعمق مضمونه، يختار موضوعاته، وفي الصحافة لما كان يكتب لم يكن يذعن لإكراه الصحافة التي تجعل الصحافي وهو يواجه فراغ الصفحة يبحث عن شيء يملأ به ، لقد كان العربي المساري لا يملأ فراغا بل يملأ مكانا مما يجب أن يُملأ ، كان مجتهدا بتكرار المعطيات باحثا عنها، مدققا في أصغر التفاصيل ولا أدل على ذلك كتابه الأخير «محمد الخامس من سلطان الى ملك» ، فالعنوان قد يبدو سهلا، لكن المتمعن فيه يجد فيه عملا ضخما وذكاء كبيراًفي استغلال الجزئيات، محمد الخامس الذي نُفي سلطانا عاد من المنفى ملكا وشتان بين كلمتي سلطان وكلمة ملك ، هذا التعبير الذي حصل في زمن سنتين وثلاثة أشهر من المنفى، وهي الفترة الحبلى بالكثير من الحراك والتغيرات التي عرفها المغرب حول قضية الاستقلال وقضية التشبث بمحمد الخامس كرمز لهذا الاستقلال. لطيفة أخرباش عبرت الأستاذة لطيفة أخرباش عن سعادتها باستدعائها لإلقاء شهادة في حق الأستاذ محمد العربي المساري حيث لاحظت أن المحتفى به رجل للجميع يحظى باحترام الجميع كتابا ومثقفين وسياسيين والصحافيين من اليمين ومن اليسار، ولم يكن العربي المساري ليحظى بهذا الاجماع لولا صدقه وانضباطه وحسن أخلاقه. وقد ظل العربي المساري تقول لطيفة أخرباش مسكونا بالصحافة دافع عنها وهو نقابي ودافع عنها وهو وزير: عمد إليها مشاريع الإصلاح التي انكب على إعدادها بكل جد واجتهاد ووضع قطار الإصلاح على السكة. لقد كان العربي المساري ومايزال خيّر الصحافة المغربية، كان أول من استعمل الحكامة دون أن يتحدث عنها، استعملها ومارسها في الانضباط وصرامة تدبير الوقت والتنقيب عن الصحة والصدق فظل دوما قبلة لأجيال من الصحافيين الشباب. جوان باتيستا وقدم السيد جوان باتيستا من البرازيل شهادة قيمة وإنسانية عن الظروف التي جمعته بمحمد العربي المساري أيام كان سفيراً في البرازيل، وأيضا أيام كان باتيستا مقيما في المغرب حيث وجد فيه الانسان والصديق. محمد أوجار تساءل محمد أوجار في بداية كلمته التكريمية، ما الذي جعل العربي المساري يوما ما يترك الصحافة والسياسة لينخرط في الدبلوماسية؟ هل كان ذلك برغبة أم بشيء خارج عنها. مهما يكن يقول محمد أوجار فقد ظل محمد العربي المساري ذلك الشخص المسكون بقضايا الوطن منشغلا بهموم الصحافة مدافعا عن الصحافيين وحقوقهم نقيبا ووزيرا وصحافيا ، وشكل العربي المساري ونخبة من زملائه القنطرة التي ربطت بين جيلين من الصحافيين وقاد التحول الهادئ، من جيل الناشرين والنقابة الى جيل الصحافيين المهنيين وهو العمل الذي تداخل فيه الاعلامي والسياسي. لقد جال محمد العربي المساري يقول أوجار في السياسة والدبلوماسية لكنه عاد إلى الكتابة والكلمة. يونس مجاهد ذكر يونس مجاهد أنه تعرف على محمد العربي المساري عندما تولى إدارة جريدة العلم وكان ينشر بيانات المعتقلين السياسيين حيث وجدت فيه أسرهم ومن جريدة العلم الملاذ الوحيد للتعريف بقضيتهم. وكان أول لقاء له معه يقول يونس مجاهد في النقابة الوطنية للصحافة المغربية أثناء الإعداد للمناظرة الأولى حول الاعلام والتي كان هو أول من وضع خطتها وهي الخطة التي مازالت صالحة. ولما تولى محمد العربي المساري الكتابة العامة للنقابة كان ذلك نقلة نوعية انتقلنا منها من نقابة الناشرين إلى نقابة المهنيين. كان العربي المساري مشاركا أساسيا في محطات حاسمة من العمل النقابي في الصحافة، وظل مدافعا عن استقلالية وديمقراطية النقابة الوطنية للصحافة المغربية. محمد برادة: مدير سابق لشركة توزيع سابريس اعتبر محمد برادة أن الأستاذ محمد العربي المساري نهل من التاريخ والأدب، وكان دوما متتبعا ذكيا رافضا للأحداث الوطنية بدقة كبيرة، جمع فيها بين السياسي والكاتب والباحث والديبلوماسي، وكانت مساهمته كبيرة في التأسيس لشركة التوزيع سابريس، التي جاءت لتكسير الاحتكار في هذا المجال، وكان «محمد العربي المساري» دائما مساهما بأفكاره النيرة. سعيد بن سعيد العلوي كان أول المتدخلين في الجلسة الثانية التكريمية التي ترأسها «خالد الناصري» وزير الاتصال السابق، والدكتور سعيد بن سعيد العلوي، الذي أكد أن أول لقاء له بالأستاذ محمد العربي المساري، كان في ستينيات القرن الماضي، حينما حضر محمد العربي المساري لدار الفكر بدعوة من الدكتور«محمد عزيز الحبابي»، وأنه ظل معجبا بالرجل وبكتاباته. واعتبر الأستاذ سعيد بن سعيد العلوي أن محمد العربي المساري مؤرخا للحركة الوطنية بامتياز، وما أدل على ذلك كتابه: «محمد الخامس من سلطان إلى ملك». وذكر الأستاذ سعيد بن سعيد العلوي، كما جاء في كلمة الأستاذ عبدالكريم غلاب، بالفرق بين السلطان والملك، وكيف أن «محمد العربي المساري»، انتبه بذكائه إلى هذه الجزئيات، ليبين انصهار الحركة الوطنية مع رمزها «محمد الخامس»، الذي كان مطلبا أساسيا للاستقلال. وفي هذا الكتاب قام محمدالعربي المساري، دعما للمؤرخ، حيث استطاع أن يوفق بين الكتابة الصحفية والكتابة التاريخية. عبد الله ساعف تناول الأستاذ عبد الله ساعف شخصية الأستاذ محمد العربي المساري من ثلاثة جوانب، وهي مكانة السياسة في إنتاج وكتابة محمد العربي المساري ثم المراسلات بين محمد العربي المساري وبين الزعيم علال الفاسي والمسألة الثالثة هي الالتزام السياسي للمساري. فالعربي المساري ظل دائما مدافعا عن العدالة الاجتماعية في كتابته الصحافية، وفي الرسائل التي تبادلها مع الزعيم علال الفاسي، ورغم أن السياسة كانت قضية مركزية في مساره إلا أنه ظل دائما يحتفظ بتلك المسافة من الحرية الفردية التي تجعل الفرد دائما فاعلا وليس منفعلا حيث كان العربي المساري دوما متمسكا بالجدية والأخلاق: مبارك ربيع في كلمة أدبية رفيعة اعتبر الأستاذ مبارك ربيع أن الأستاذ محمد العربي المساري استطاع أن يتقن صناعة منفردة وهي نسيج المحبة حوله، ولعل من ثمرات هذه المحبة هو الإجماع لتكريمه وهو الرجل الذي ظل دائما مشغولا بشغل جميل وبأفكار تسيطر عليه دوما لكنه كان دائما يفكر فيها بهدوء ودون هوادة ويلح على البوح بها، إلى أن تصبح هما يشاركه فيه الجميع. وأكد الأستاذ مبارك ربيع بمعرفته للأستاذ محمد العربي المساري أيام كان رفقة اتحاد كتاب المغرب، وكيف استطاع أن يقنع الجميع بحضوره بفعل جديته وتفانيه وانضباطه وأخلاقه الحميدة. ولاحظ الأستاذ مبارك ربيع أن محمد العربي المساري سكن بعوالم كثيرة، إلا أنه ما وجد نفسه إلا في المقال السياسي الذي نجد فيه عنده نكهة خاصة وكأنك تقرأ فصول رواية. احمد الخمسي اعتبر أحمد الخمسي أن الأستاذ محمد العربي المساري يعتبر نموذج السياسي الحداثي، وكيف أنه تعرف عليه منذ صباه من خلال كتاباته في العلم التي كان والده يأتي بها إلى البيت، ومنذ ذلك الوقت ظل العربي المساري في فكره ووجدانه النبراس الذي يهتدي به في عدد من المشاكل الحاسمة حيث كانت كتابات العربي المساري نموذجا من الطراز الأوروبي في الكتابة الصحافية. محمد النشناش الدكتور محمد النشناش هو أحد رفقاء الأستاذ محمد العربي المساري في الدراسة بتطوان ثم في اسبانيا، ذكر في كلمته الأيام التي جمعتهما في تطوان ثم في إسبانيا حيث كان العربي المساري طالبا نابغاً وشابا متخلقا، لا يعرف القلق أو العنف طريقا إلى سلوكه هكذا كان وكذلك ظل ولايزال. وهو السلوك الذي رافقه في حياته المهنية أعطى لعمله الدبلوماسي نكهة خاصة وظل بدون منازع الخبير في العلاقات المغربية الاسبانية. ظل الأستاذ محمد العربي المساري يدافع عن الاختلاف وحرية الفكر. محمد الأشعري وكانت المداخلة الأولى في الجلسة الثامنة التي أدارها الدكتور سعيد بن سعيد العلوي هي مداخلة الأستاذ محمد الأشعري التي أكد فيها أن الأستاذ محمد العربي المساري استقر في ضميره بدون أن يذكر تواريخ جمعته به ولكن فقط قضايا اهتزت بها مشاعر الجميع وذلك التصور هو الذي جمعه بمحمد العربي المساري، لقد كانت مسيرته في رأي محمد الأشعري مسيرة مضيئة اتسم فيها أسلوبه بالأناقة الصادقة والعبارة الهادئة كاتبا ومؤرخا وصحافيا. وذلك في إطار التقاطع بين هذه المجالات التي جال فيها محمد العربي المساري، وارتبط المحتفى به في رأي محمد الأشعري، ارتباطا وجوديا بالوطن والوطنية، وظل الأستاذ محمد العربي المساري، متشبثا بأهمية دور الفرد وحريته في ارتباط بالمجتمع أمينة المسعودي: أكدت الأستاذة أمينة المسعودي، أن الأستاذ محمد العربي المساري، خبير ومترجم، قطع أشواطا كبيرة في الاهتمام بالعلاقات المغربية الاسبانية، وكان دائما المدافع عن القضايا المغربية بذكاء وهدوء، خصوصا مع جيراننا الإسبان، ولم يفت الأستاذة أمينة المسعودي التنبيه الى الاهتمام الخاص الذي أولاه محمد العربي المساري الى المجال الدستوري، حيث اهتم بمراحل الدساتير المغربية، منذ دستور 1908 الذي كان قبل الحماية، ولم يكتب له التنفيذ، الى دستور 2011، مرورا بدستوري 1992 و1996. نجاة المريني اعتبرت الدكتورة «نجاة المريني»، الأستاذ «محمد العربي المساري» كاتبا متعدد الأقلام ، في الصحافة والسياسة والبحث التاريخي، بالإضافة إلى كونه مناضلا في حزب الاستقلال. وذكرت الأستاذة، نجاة المريني «باهتمامه بملف قضية الصحراء، حيث ظل مدافعا عن القضية الوطنية في وجه المناوشات الجزائرية. وبالإضافة الى اهتمامه بالثقافة وتأثره بهذا الخصوص بأعلام كبار، مثل: علال الفاسي، والفقيه داوود وعبد الله كنون، اهتم محمد العربي المساري بالعلاقات المغربية الإسبانية، والتراث المشترك بين الضفتين، بالإضافة الى كتاباته واهتماماته السياسية منذ كان بالإذاعة الوطنية في الستينات في برنامج «صوت الصحراء». أحمد حلواني وشارك الأستاذ حلواني من سورية بكلمة في حق الأستاذ العربي المساري الذي جمعته به لقاءات عديدة في إطار اتحاد الصحافيين العرب، وذكر بالمواقف الشجاعة للأستاذ المساري في هذه المنتديات واعتبر أن جهوده كانت قوية وفاعلة. عثمان المنصوري وتحدث الأستاذ عثمان المنصوري من جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء عن معرفته بالأستاذ محمد العربي المساري أولا من خلال جريدة العلم حيث أن المحتفى به يمثل مدرسة للأجيال الصاعدة، بأسلوبه السهل الممتع. ظل المساري في رأي الأستاذ المسعودي بفعل معرفته لكي يكون رائدا من رواد الدبلوماسية الثقافية سواء من خلال كتاباته أو مشاركاته العلمية أو عندما كان سفيرا في البرازيل. أحمد المديني وكان مسك ختام هذا الحفل التكريمي الذي كان على مدى يومين تلك الكلمة الابداعية الجميلة السجع التي ألقاها الأستاذ أحمد المديني في حق محمد العربي المساري التي تساءل فيها إن كان يحتاج استدعاء الكلام ليتكلم، وإن كان يحتاج إلى إعادة تأسيس الأرض بالكتابة حيث القلم الذي يصنعه بلغة قيل ماتت وأمة سمع أنها فاتت وأشواق زعموا كانت وخمدت. كل هذا يقول الأستاذ المديني في حق محمد العربي المساري أنه يعز على الاجماع به ولو في أبهى وأوسع دار للمفردات. كلمة جميلة تلك التي دبجها الأستاذ أحمد المديني ستجد طريقها إلى النشر إن شاء الله.