في تهديد صريح للمجلس العسكري و"جماعة الإخوان المسلمين" دعى "توفيق عكاشة" مقدم برنامج "مصر اليوم" ورئيس قناة "الفراعين" لمليونية يوم الجمعة أمام قبر الرئيس الراحل "محمد أنور السادات" ب"مدينة نصر" على الساعة السادسة ضد المجلس العسكري و"جماعة الإخوان المسلمين"، بسبب تزوير العسكري نتيجة الإنتخابات الرئاسية. وذكر "عكاشة": "أن العسكري ضحك عليه وعلى الكثيرين وزور الإنتخابات لصالح "الإخوان" وأسقط الفريق "أحمد شفيق" لخوفهم من النظام الأمريكي برئاسة أوباما". كما دعى رئيس قناة "الفراعين" لحضور إجتماع القوى المدنية بمركز "إبن خلدون" بقيادة الدكتور "سعد الدين إبراهيم" رئيس المركز والقوى السياسية ومنهم حزب "الغد" برئاسة "موسى مصطفى موسى". فيما أكد "توفيق عكاشة" أن ما كان يقوله قبل ذلك في برنامجه وتصريحاته للإعلام كانت من خلال تسريبات المجلس الأعلى للقوات المسلحة له، مهاجما العسكري والإخوان معا بكل قوة. وقد حذر "عكاشة" من تعيين وزير للداخلية من خارج الوزارة حتى لو كان ضابط على المعاش، وهدد بمنعه من الدخول لممارسة عمله، كما هدد لو عاد مجلس الشعب المنحل مرة أخرى. فيما ذكرت صحيفة الدايلي تليجراف" البريطانية أن إعلان فوز "محمد مرسي" بالرئاسة كان نتيجة اتفاق بين حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي للجماعة والمجلس العسكري وفقا لهذا الإتفاق فإن الجيش سيسيطر على الأمن الداخلي والخارجي والسياسة الخارجية للبلاد ويترك ل"مرسي" الأمور الداخلية". وأضافت الصحيفة :"على الأقل تتمتع الإخوان بشرعية الوصول للسلطة، عكس المجلس العسكري الذي فعل كل ما يمكنه فعله للإبقاء على سلطاته. فبعد حكم المحكمة بحل مجلس الشعب أصدر المجلس إعلانا دستوريا مكملاً يضمن له حق التشريع واختيار أعضاء اللجنة التأسيسية للدستور". وتقول الصحيفة إن "أفضل التوقعات في ظل طموحات التحالف بين الطرفين هي إنتاج قيود مشتركة. ولكن عكس الجدول الزمني لتسليم السلطة الزمني الذي قدمه العسكري، وهذا التحالف سيتسبب في المزيد من الإحباط والفوضى, وأيً كان ما سيحدث لاحقا فإن الآمال التي رفعت في الأسابيع الأولى للثورة في ميدان التحرير تمت خيانتها بقسوة". من جهتها قالت صحيفة "الشرق" السعودية إن مصادر مطلعة قريبة من المجلس العسكري وجماعة الإخوان المسلمين كشفت لها أن تأخر إعلان إسم المرشح الرئاسي الفائز في الإنتخابات الرئاسية المصرية يرجع إلى إجراء مفاوضات بين الطرفين بدأت منذ الثلاثاء الماضي وحتى أول أمس تتركز حول عقد اتفاق بينهما يسلم بموجبه المجلس العسكري الرئاسة ل"مرسي" المتقدم وفق النتائج شبه الرسمية، مقابل موافقة جماعة الإخوان على رفع يدها عن الحقائب الوزارية السيادية الثلاث الدفاع والداخلية والعدل والتباحث حول أسماء مستقلة قادرة على تولي مسؤوليتها. وقالت المصادر، بحسب ما نشرته صحيفة "الشرق" السعودية أمس، أن هذه المباحثات ترجمها لقاء حضره عن الجيش المشير "طنطاوي" وعن الإخوان مرشدهم العام "محمد بديع" ونائبه "خيرت الشاطر"، وذكرت المصادر أن اللقاء الذي تم بطلب من المجلس العسكري وتطرق أيضا إلى عدم المس بسلطة الجيش أو الإمتيازات الممنوحة له بحيث تحتفظ المؤسسة العسكرية بوضعها الخاص. وبيَّنت المصادر أن الإجتماع تطرق إلى مستقبل الرئيس السابق "حسني مبارك" وعائلته واتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية، وأوضحت المصادر أن المجلس العسكري تعمد تأجيل الإعلان عن فوز "محمد مرسي" لحين ترتيب الأوراق مع الإخوان وحسم كل القضايا العالقة بين الطرفين. واعتبرت المصادر أن التظاهرات التي تمت في ميدان التحرير وسيلة ضغط مارسها الإخوان ضد المجلس العسكري الذي يهدد بدوره الجماعة في حال عدم التجاوب مع مطالبه بالإعلان رسميا عن فوز "أحمد شفيق" بسباق الرئاسة بنسبة لن تزيد عن 50.7%. وبحسب المصادر، فإن المجلس العسكري برر للإخوان مطالبه تلك بتعرضه لضغوط خارجية للحفاظ على توازنات في السلطة كي لا ينفرد بها فصيل واحد، كما تعهد حال الإتفاق على جميع الملفات بإلغاء الإعلان الدستوري المكمل الذي ترفضه القوى الثورية المختلفة في "مصر" و كذلك إلغاء قرار منح الشرطة العسكرية حق الضبطية القضائية، إضافةً إلى إيجاد صيغة قانونية من محكمة القضاء الإداري المصرية تتيح إعادة انتخابات البرلمان على المقاعد الفردية فقط والتراجع عن حل المجلس بالكامل.