كشف التقرير السنوي للمكتب الوطني لسجلات الجرائم في الهند أن 134 ألفا و599 شخصا وضعوا حدا لحياتهم في شبه القارة الهندية العام الماضي, وهو ما يعادل 15 حالة انتحار على رأس كل ساعة. وأوضحت البيانات الحكومية التي أوردتها قناة "إن دي تي في" الاخبارية اليوم الجمعة أن 2ر69 في المئة ممن أقدموا على الانتحار العام الماضي متزوجون, مشيرة إلى أن "أسباب اجتماعية واقتصادية ونفسية حملت الضحايا على وضع نهاية لحياتهم". ولاحظ التقرير أن عدد حالات الانتحار بسبب مشاكل البطالة والضغوطات المهنية ارتفع لاسيما في المدن الهندية الكبرى, وذلك بسبب تداعيات الركود الاقتصادي العالمي وإكراهات النمو الاقتصادي. وأضحت مدينة بنغالور, بعدد سكانها البالغ ثمانية ملايين نسمة, "عاصمة تكنولوجيا المعلومات والانتحار" في الهند في السنوات العشر الاخيرة, وفق الاحصائيات التي أماط وزير الداخلية الهندي بي تشيدامبارام اللثام عنها أمس الخميس. وتستقطب بنغالور, عاصمة ولاية كارنتاكا الجنوبية, سنويا آلاف الأطر الشابة في تكنولوجيا المعلوميات من جميع أنحاء الهند والراغبة في تحقيق النجاح رغم المنافسة الشرسة التي تخفي, مع ذلك, سجلا آخر أكثر قتامة, لهذه المدينة التي تعد مفخرة الهند الحديثة. وتسجل المدينة سنويا 38 حالة انتحار لكل 100 ألف نسمة مقابل معدل وطني يصل إلى 9ر10 حالة, أغلبها تشمل مهندسين شباب تتراوح أعمارهم ما بين 20 و30 سنة. وقال ساتيش شاندار عن المعهد الهندي للصحة النفسية والعصبية أن معظم هؤلاء الشباب يلجؤون إلى المصحات النفسية للعلاج من الامراض المرتبطة ب"الإجهاد وانعدام الأمن الوظيفي والشعور بالغربة ومن الاعراض المتصلة بالتغييرات الجذرية في أنماط الحياة". وأثار الاتجاه التصاعدي لحالات الانتحار في الهند قلق العديد من الشركات والمؤسسات المهنية التي ارتأت مساعدة موظفيها عبر برامج للعلاج "ضد الضغوطات النفسية", لكن مثل هذه المبادرات تبقى غير كافية لاحتواء هذه الظاهرة التي زادت بمقدار 40 في المئة في السنوات العشر الماضية.