لوح بعض أعضاء المكتب الدولي للكونغريس العالمي الأمازيغي، الموالين لنسخة تيزي وزو، في لقاء عقد يوم السبت الماضي بالرباط، سمي بلقاء المصالحة، بتقديم استقالتهم من هذه المنظمة، مؤكدين على أن الهدف من حضورهم في هذا اللقاء والتنازلات التي قدموها، هو تصحيح مسار الكونغريس، في نفس الوقت دافعوا على تشكيل مجلس انتقالي، يتولى تدبير المرحلة في مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر ولا تزيد عن الستة. وقال مصدر مطلع في حديث ل "العلم"، إن الفعاليات الموالية لنسخة تيزي وزو، والتي حضرت اللقاء، قدمت تنازلات كثيرة في مقابل تشبث أعضاء، لا يتجاوز عددهم الثلاثة موالين لنسخة مكناس، بدعم القرارات الانفرادية للجزائري لوناس بلقاسم رئيس الكونغريس. وأضاف المصدر ذاته أن النقاش انصب، في اللقاء المشار إليه، حول مكمن الخلل في هذه المنظمة، موضحا أن الحضور أجمع على أن السبب في تشتيت الكونغريس هو الصراع بين شخصين، منذ الإعداد للمؤتمر الخامس الذي انعقد سنة 2008 ما بين مطار الهواري بالجزائر ومدينة مكناس بالمغرب. وأكد أنه دار في الكواليس بين بعض الفعاليات إمكانية تولية الليبي فتحي بنخليفة على رأس هذه المنظمة، وهو أحد المعارضين لنظام القدافي، والذي استقر أكثر من خمسة عشر سنة في المغرب كلاجئ سياسي، وبعد انتهاء مدة إقامته لجأ إلى أمستردام بهولندا قبل ثمانية أشهر من اندلاع الأحداث في ليبيا تقريبا. وقال إنه كان شبه إجماع على انعقاد المؤتمر السادس في تونس، لكن الخلاف وقع حول التوقيت بحيث هناك من ألح على انعقاده في أخر شتنبر الجاري وبداية أكتوبر القادم، في حين ترى الغالبية العظمى أنه يجب توخي الحذر وعدم اتخاذ مواقف متسرعة بخصوص تاريخ المؤتمر، علما أن فكرة انعقاد المؤتمر السادس في تونس، هو اقتراح يرجع إلى أعضاء نسخة "تيزي وزو" في مقابل أعضاء نسخة مكناس الذين كانوا قد اقترحوا عقد هذا المؤتمر في كاتالونيا. واستغرب أن ما يناهز عشرة أشخاص يستشهدون بصور لأحد أعضاء الكونغريس حضر في أحداث ليبيا، هو في نفس الوقت من الذين التقوا القذافي في 2005 . وحسب ما أفاد به مصدرنا فقد انسحبت من هذا اللقاء العديد من الأطراف، منها أعضاء من جمعية تامينوت، والمرصد الأمازيغي للحقوق والحريات وأعضاء من الحزب الأمازيغي المنحل، وأعضاء المكتب الدولي للكونغريس الأمازيغي نسخة تيزي وزو وكذلك بعض الفعاليات المستقلة. وتبقى الإشارة أن "لقاء المصالحة" هذا حضره إلى جانب الجمعيات التي سلف ذكرها جمعيات من الأطلس المتوسط، وعضو من أحد الأحزاب السياسية وفعاليات تعتبر من المؤسسين، وأحد المنسحبين السبعة من مجلس إدارة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وغابت عنه جمعيات أمازيغية كبرى كالشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة والجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي.