يحتاج انتر ميلان الايطالي حامل اللقب وتوتنهام الانجليزي إلى شبه معجزة للتأهل إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم عندما يحل الأول على شالكه الألماني يومه الأربعاء بعدما سقط أمامه 2-5 في ذهاب ربع النهائي ويستقبل الثاني ريال مدريد الاسباني الذي هز شباكه أربع مرات دون رد. وكان شالكه سطر مفاجأة مدوية على ملعب «جوزيبي مياتزا» الأسبوع الماضي وقطع أكثر من نصف الطريق نحو بلوغ دور الاربعة للمرة الأولى في تاريخه بعدما اسقط انتر ميلان في معقله 5-2 ملحقا به هزيمة قاسية أخرى يضيفها إلى تلك التي مني بها أمام جاره ميلان (صفر-3) حيث فقد أيضا منطقيا أمل المحافظة على لقب «سيري أ». ولن تكون مهمة انتر ميلان الذي لعب بعشرة لاعبين في نصف الساعة الاخير من لقاء الذهاب بعد طرد الروماني كريستيان كيفو سهلة على الإطلاق في تكرار سيناريو الدور الثاني عندما خسر أمام الفريق الالماني الآخر بايرن ميونيخ صفر-1 في ميلانو قبل ان يفوز ذهابا في ميونيخ 3-2 ما يعني ان حلمه في ان يصبح أول فريق يحتفظ بلقبه في دوري أبطال أوروبا أصبح في مهب الرياح ولن يتمكن على الأرجح من تحقيق ثأره من شالكه الذي حرمه من الفوز بلقب بطل كأس الاتحاد الأوروبي عام 1997 بالفوز عليه في المباراة النهائية بركلات الترجيح 4-1. ويخوض شالكه الدور ربع النهائي في المسابقة الأوروبية الأم للمرة الثالثة بعد موسم 1958-1959 و2007-2008 عندما توقف مشواره حينها على يد اتلتيكو مدريد وبرشلونة الاسبانيين على التوالي وهو لم يخسر سوى مباراة في المسابقة هذا الموسم وكانت في الجولة الأولى من الدور الأول أمام ليون الفرنسي فيما يعاني الأمرين في الدوري المحلي. وقال مهاجم شالكه الاسباني راوول غونزاليس (33 عاما) الذي سجل هدفه السبعين في المسابقة الأوروبية في المباراة الأخيرة: «يجب أن نبقي أقدامنا على الأرض ونظهر الاحترام لانتر لأنهم سيبحثون عن قلب الأمور في المانيا». أما مدرب «الأزرق الملكي» رالف رانغنيك الذي حل بدلا من المدرب فيليكس ماغاث الشهر الماضي فحذر أيضا: «لسنا في نصف النهائي بعد. يجب ان نركز الان». واعتبر مدرب انتر البرازيلي ليوناردو ان حظوظ فريقه لا تزال قائمة على رغم ان المباراة ستقام في غلزنكيرخن عقر دار شالكه: «بالنسبة لي كل الاحتمالات واردة. كل الفريق لا يزال مؤمنا بالفرص». ويعود لتشكيلة «نيراتزوري» المدافع البرازيلي لوسيو العائد من الايقاف والذي كان غيابه مؤثرا عن المباراة الأخيرة في حين يغيب عن شالكه المهاجم البيروفي جفرسون فارفان الذي نال بطاقته الصفراء الخامسة في اللقاء الاخير. وفي المواجهة الثانية على ملعب «وايت هارت لاين» في شمال العاصمة الانكليزية لندن سيكون من الصعب على توتنهام تكرار ما فعله في الدور التمهيدي عندما تأخر على أرض يونغ بويز السويسري 3-صفر بعد 28 دقيقة قبل ان يقلص الفارق إلى 3-2 ويفوز إيابا 4-صفر. وكانت مباراة الذهاب شهدت حسم ريال المواجهة مبكرا بعد افتتاح التسجيل عبر التوغواي ايمانويل اديبايور في الدقائق الأولى (4) ثم طرد المهاجم بيتر كراوتش (15) الذي سيغيب عن الإياب لإيقافه ما أغضب المدرب هاري رديناب. وبفوزه الاخير برباعية قطع النادي الملكي أكثر من نصف الطريق نحو بلوغ الدور نصف النهائي للمرة الأولى منذ 2003 حين خرج على يد يوفنتوس الايطالي. وكانت المباراة الأخيرة المواجهة الثانية بين ريال مدريد حامل الرقم القياسي من حيث عدد الألقاب (9) وتوتنهام على الصعيد القاري بعد ان تواجها في مسابقة كأس الاتحاد الأوروبي موسم 1984-1985 (فاز ريال ذهابا في لندن 1-صفر وتعادلا إيابا في مدريد صفر-صفر) علما بان الفريق اللندني يخوض غمار ربع النهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه بعد ان كان بلغ هذا الدور موسم 1961-1962 ضمن مسابقة كأس الأندية الأوروبية البطلة ثم تابع مشواره إلى نصف النهائي عندما سقط أمام بنفيكا البرتغالي الذي أحرز اللقب لاحقا. وقال ريدناب في مؤتمر صحافي: «لقد عانينا أمام ريال لكن اسمعوا كان بإمكانهم الفوز على اي فريق يلعب بعشرة لاعبين برباعية. لدينا مباراة الأربعاء وسنقوم بكل ما في وسعنا ومن يعلم ماذا يمكن ان يحصل?». أما مورينيو الساعي إلى ان يصبح أول مدرب يقود ثلاثة أندية مختلفة للقب المسابقة بعد إحرازها مع بورتو البرتغالي وانتر ميلان الايطالي فقال: «أحب عمل الأشياء بشكل جيد واستعاد الناس. الفوز في دوري الأبطال له تأثير قوي على الجماهير. لغاية نهاية مسيرتي سأحاول الفوز فيها مرة جديدة لكن دون أن يصبح هذا الأمر هاجسا لي». وقال حارس مرمى ريال الدولي ايكر كاسياس الساعي أيضا للقبه الثالث بعد 2000 و2002: «يبدو اننا سنتأهل إلى الدور الثاني لكن أمامنا مباراة الإياب». هذا وسيقابل الفائز من مباراة شالكه وانتر الفائز من مواجهة تشلسي ومانشستر يونايتد الانكليزيين ومن جهة أخرى سيقابل الفائز من مواجهة ريال مدريد وتوتنهام الفائز من مواجهة برشلونة الاسباني وشاختار دانييتسك الأوكراني.