نجح علماء أنجليزيون في تحديد سبع جينات مرتبطة بالربو في مرحلة الطفولة، وهو الكشف الذي أكد الباحثون أنه سيمهد الطريق لتطوير علاجات جديدة لهذا المرض عند الأطفال. واختار الباحثون في تلك الدراسة ( التي تعد الأضخم من نوعها ) أهدافاً جديدة للعقاقير أو عوامل الأجسام المضادة التي يمكن تطويرها في غضون عشر سنوات. ووجدت تلك الدراسة الدولية التي فحصت الحمض النووي لأكثر من 26 ألف شخص العديد من المتغيرات الوراثية التي تُزِيد بشكل كبير من التعرض لمرض الربو لدى الأطفال. ومن أهم النتائج البحثية التي توصلت إليها الدراسة هو أن الحساسية تعد من الآثار الجانبية للربو، وليست سبباً للإصابة به. وفي أغلب الأحيان، يرتبط الربو عند الأطفال، الذي يصيب الصبية أكثر من البنات ويمكن أن يستمر مدى الحياة، بالحساسية، وكان يُعتَقد أنها من العوامل التي تؤدي للإصابة بهذا العرض. من جانبه، قال البروفيسور ويليام كوكسون، مدير قسم العلوم التنفسية بإمبريال كوليدج في لندن، الذي ساعد في إعداد الدراسة :«يبدو أن الحساسية تُنتِج طبقة إضافية من الأعراض لدى الأشخاص المعرضين للإصابة بالربو، بدلاً من التسبب في الإصابة به». وتابع كوكسون حديثه في هذا السياق بقوله:» ويتاح الآن أمام العلماء فرصة لاستهداف سبع متغيرات جينية ( من الممكن الوصول إليها )، وهي المتغيرات التي ينبغي أن تسفر عن نتائج في المستقبل القريب. وكانت تتمثل واحدة من المشكلات التي يواجهها العلماء بشأن البحوث الخاصة بالربو في اختيار المكان الذي يتدخلون من خلاله في مسارات المرض. وتُلقي دراستنا الآن الضوء على الأهداف الخاصة بعلاجات الربو الفعالة، وتشير إلى أن العلاجات المضادة لتلك الأهداف سوف تكون ذات فائدة لعدد كبير من المصابين بالربو. وآمل أن يتم التوصل إلى طرق علاجية باستخدام أجسام مضادة أو عقاقير ضد تلك الأهداف في غضون عشرة أعوام». وفي الإطار عينه، قالت ميريام موفات، أستاذة علم الوراثة البشرية في إمبريال كوليدج وواحدة ممن ساهموا في إجراء الدراسة :«توصلنا الآن من خلال الدراسات الجينية إلى أن الحساسية قد تتطور نتيجة لعيوب في بطانة الشعب الهوائية في حالات الإصابة بداء الربو. وهذا لا يعني أن الحساسية ليست ذات أهمية، وإنما يعني أن الطرق العلاجية التي تُركز فقط على الحساسية لن تُعَالِج بفاعلية المرض بأكمله».