يواجه كبار مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية والمسؤولين العسكريين انقسامات حادة بشأن شكل وحجم المساعدات العسكرية الأميركية المزمع منحها لليمن من أجل مواجهة ومكافحة تنظيم القاعدة. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن القيادة العسكرية الأميركية المركزية اقترحت دعم اليمن ومده ب1.2 مليار دولار على شكل تجهيزات عسكرية ، وتدريب على مدار السنوات الست القادمة، حيث تتضمن المساعدة أسلحة آلية وسفنا لأعمال الدورية البحرية وطائرات نقل ومروحيات، إضافة إلى قطع غيار ومعدات أخرى. ومن المقرر أن يتم توسيع التدريب ليسمح للمستشارين الأميركيين اللوجستيين بمرافقة القوات اليمنية في بعض أدوارها غير القتالية. لكن معارضي الخطة في وزارة الخارجية بشكل خاص، يخشون أن تستخدم الأسلحة الأميركية ضد المعارضين السياسيين للرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، وبالتالي التسبب في ردة فعل عنيفة تؤدي إلى المزيد من زعزعة الاستقرار المتفاقمة أصلا في اليمن. وأوضحت «نيويورك تايمز» أن السجال بين المسؤولين الأميركيين بدأ مع إعادة الإدارة تقييم كيفية ووقت استخدام الصواريخ الأميركية ضد مشبته في كونهم «إرهابيين» في اليمن بعد الغارة التي نفذتها طائرات أميركية في ماي الماضي، وأدت إلى مقتل نائب محافظ مأرب. ويثير الانقسام الأميركي بشأن المساعدات الأميركية لليمن ترددا تواجهه الإدارة أثناء محاولتها تفادي تكرار المحاولة الفاشلة لتفجير طائرة قبيل عيد الميلاد الماضي في سماء ديترويت التي قام بها نيجيري تم تدريبه في اليمن. ويتهم الأميركيون رجل الدين الأميركي اليمني الأصل، أنور العولقي، بالقيام بالدور الرئيسي للتخطيط لتلك المحاولة الفاشلة، والذي تشير الصحيفة إلى أنه يختبئ مع عناصر تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» أو ما يعرف بالفرع اليمني للتنظيم. ويقول المسؤولون الأميركيون إنهم لا يزالون يحاولون العثور على التوازن الصحيح بين الهجمات الأميركية والمساعدات العسكرية ، والدعم الإنمائي ليس فقط في اليمن، بل أيضا في دول أخرى مثل باكستان والصومال وغيرها من الدول التي تنشط فيها مجموعات إسلامية متشددة. ارتفاع المساعدات وأشارت الصحيفة إلى أن المساعدات الأميركية لليمن ارتفعت من أقل من 5 ملايين دولار عام 2006 إلى 155 مليون دولار للعام الجاري. ويقول مؤيدو خطة القيادة العسكرية المركزية الأميركية -التي تقود العمليات في الشرق الأوسط ووسط آسيا- إنها ستمثل نقلة نوعية في طريقة تعزيز القوات اليمنية. وأوضح مسؤولون عسكريون للصحيفة أن المساعدة العسكرية لليمن، ستكون على شكل دفعات، تفاديا لإغراق الجيش اليمني الهزيل، ولضمان عدم استخدام المعدات العسكرية والقوات التي يدربها خبراء مكافحة «الإرهاب» الأميركيون في نزاعات محلية أخرى. ونقلت «نيويورك تايمز» عن مسؤولين كبار في الإدارة، أن مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية ، والسفير الأميركي في اليمن، ستيفن سيتشي، يعارضون الخطة ، ويعتبرون أن 500 إلى 600 عنصر في القاعدة باليمن، لا يبررون بناء جيش على مستوى جيوش القرن الحادي العشرين في أكثر دول العالم العربي فقرا ، والتي لا تعاني من جيران عدائيين. ويقترح مسؤولو الخارجية الأميركية منح القوات اليمنية مروحيات نقل للسماح لها بتنفيذ عمليات في مناطق نائية، والانتشار بسرعة ضد خلايا وعناصر القاعدة في البلاد.