ذكرتنا الزميلة «التجديد» في عددها الصادر أمس الأربعاء أن المجلس العلمي الأعلى أجاز إخراج زكاة الفطر بقيمتها المالية نقدا، وفي نفس اليوم قرأت على موقع «أخبار العرب» أن المفتي العام رئيس هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدائمة للافتاء في المملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ أكد أنه لا يجوز إخراج زكاة الفطر قيمة نقدية، وقال إن ما ورد عن رسول الله (صلعم) أن يخرج من طعام وقوت أهل البلد من الأرز والبر والأقطن والزبيب، وأكد أن من يخرجونها نقدا مخالف لسنة رسول الله (صلعم). طبعا، كل فريق من المفتين يملك أكثر من دليل على صحة تفسيره وصواب إفتائه، فالمجلس العلمي الأعلى في بلادنا يمكن أن يدفع بأن إجازة إخراج زكاة الفطر نقدا مع تحديد القيمة المالية التي يجب أن توازي القيمة المالية الفعلية للدقيق الذي استهلكناه خلال شهر رمضان المبارك يحفظ للزكاة قيمتها المادية بما ينفع المستفيد منها، أما أن تخرج زكاة الفطر عينا يعرض الزكاة إلى فقدان قيمتها، فالمستفيد منها يضطر لبيع المواد العينية التي تلقاها من مخرجي الزكاة بغير قيمتها المالية الحقيقية، بل تكون قيمة البيع أبعد ما تكون عن القيمة المالية الحقيقية، وإخراج الزكاة نقدا يتيح للمستفيد منها إمكانيات صرف متعددة. أما رئيس هيئة كبار العلماء في السعودية يمكن أن يدافع عن فتواه بضرورة التقيد بالسنة النبوية الشريفة دون أي اجتهاد، وأن إخراج الزكاة عينا يلغي أية إمكانية للتحايل على القيمة المالية لها. لا أملك الغوص في تداخل وتشابك هذه الاجتهادات لأن ذلك من شأن أهل الاختصاص، أما بالنسبة إلي فإني سأخرج زكاة الفطر نقدا كما فعلت باستمرار..