أكدت إسبانيا أمس الثلاثاء أن علاقاتها مع المغرب تحظى ب "الأولوية" وأنها مستعدة لتقديم توضيحات للحكومة المغربية حول تصرفات شرطتها تجاه مواطنين مغاربة ومواطنين من جنوب الصحراء عند نقطة العبور لمدينة مليلية المحتلة . وأكد رئيس الحكومة الإسبانية السيد خوصي لويس رودريغث ثاباتيرو في تصريح للصحافة أدلى به عقب استقباله من قبل الملك خوان كارلوس الأول أن إسبانيا تقترح على المغرب "توضيحات وحوارا ومعلومات" بشأن هذه التصرفات . وأوضح السيد ثاباتيرو في هذا التصريح الذي نقلته وسائل الإعلام الإسبانية أن "وزير الشؤون الخارجية ميغل أنخيل موراتينوس ووزير الداخلية ألفريدو بيريز روبالكابا الذي تتبع له قوات أمن الدولة يعملان على السواء على إخبار الرباط حول هذه التصرفات بشكل يحول دون جعل ذلك عنصر عرقلة أمام تطور العلاقات بين البلدين الجارين ". وشدد ثاباتيرو على "الأولوية" التي تحظى بها علاقات إسبانيا مع المغرب "البلد الجار الذي نتقاسم معه العديد من المصالح والمبادرات المشتركة ". وقال في هذا السياق " إننا نقيم مع المغرب علاقات جيدة وسنستمر في ذلك ". وكان المغرب قد دعا أمس الإثنين إسبانيا إلى تقديم إجابات دقيقة حول مختلف حالات الانزلاق العنصري التي كان وراءها عناصر من الشرطة والأمن الإسبانيين تجاه مواطنين مغاربة , بنقطة العبور لمدينة مليلية المحتلة . كما أعربت المملكة المغربية في بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون عن استغرابها الشديد لعدم صدور أي رد رسمي حتى الآن عن السلطات الإسبانية, بشأن مختلف حالات الانزلاق العنصري التي تورطت فيها عناصر من الشرطة والأمن الإسبانيين تجاه مواطنين مغاربة , بنقطة العبور لمدينة مليلية المحتلة, أو إزاء مواطنين أفارقة من دول شقيقة جنوب الصحراء. وذكرت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون في هذا الصدد بإصدارها لأربع بلاغات رسمية بشأن ست حالات عنف جسدي ارتكبها رجال سلطة إسبان في حق سبعة عشر شخصا، وأدت الى إصابتهم بجروح ورضوض . وخلال الاتصالات المتعددة حول الموضوع ، تم إبلاغ الطرف المغربي بأن تحقيقات تم فتحها حول مختلف هذه الحالات، بينما أعلنت مصادر أخرى، أن الأمر يتعلق بحالات "سوء تفاهم"، في حين شككت مصادر أخرى، غير رسمية، في رواية هذه الوقائع ، دون تقديم إيضاحات . وأكد البلاغ أن الحكومة لا يمكنها، بأي حال من الأحوال، وأمام حالات عنف مؤكدة ، أن تقبل التشكيك في أقوالها بهذا الشكل، عبر ترويج معلومات لمصادر غير رسمية ومعلق عليها بهذه الطريقة . وخلص البلاغ إلى أن اتصالا من هذا القبيل سيندرج في إطار الحوار الإيجابي والمفيد الذي عمل البلدان على نهجه خلال السنين الأخيرة بخصوص عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.