شكل ديربي الشرق الذي جمع بين فريقي الإتحاد الإسلامي الوجدي وهلال الناظور في إطار مباريات الدورة الثالثة والعشرين من بطولة القسم الأول للهواة قمة كروية بكل المقاييس - تنظيما وأداء وروحا رياضية - بل واعتبره المهتمون والمتابعون للشأن الكروي على صعيد مجموعة شطر الشرق لقاء الحسم والأمل بالنسبة للفائز بنقطه الثلاث كون الفريقين معا ومنذ انطلاق البطولة ظلا يتناوبان على زعامته قبل أن تميل الكفة خلال الدورة الأخيرة لفائدة الهلاليين بعد التعثر المفاجيء للاتحاديين أمام مولودية العيون ليصبح الفارق ثلاث نقط كاملة عرف كيف يقتنصها أشبال المدرب مصطفى راضي على حساب اتحاد عين تاوجطات ، ذلك أن الوجديين دخلوا غمار هذه المواجهة الذي أدارها بكفاءة عالية الحكم خليل الرويسي بمساعدة عبد الرحيم التايب ومحد أوبرو (عصبة تادلة ) وهم يعرفون مسبقا أن أي نتيجة غير الفوز هي في غير مصلحتهم بل وستحد بنسبة كبيرة من طموحاتهم من أجل بلوغ مباريات السد المؤدية إلى بطولة النخبة في درجتها الثانية ، في ظل هذه المعطيات انطلقت مباراة الجارين الوجدي والناظوري أمام جمهور حاشد امتلات به مدرجات الملعب البلدي من المدينتين معا فاق عدده ثلاثة آلاف متفرج - في صورة معبرة محيلة على أيام زمان - وكل منهما يراهن على كسب نقطها كاملة وإن كان التعادل يرضي الضيوف باعتباره يبقي على فارق النقط الذي هو في حوزنهم حيث جاء الشوط الاول حافلا بلوجات كروية تفاعل معها الجمهور الحاضر رغم الأجواء النفسية التي رافقتها وما طبعها من حيطة وحذر في وقت حاول فيه المدربان حسن بريشي ومصطفى راضي - وهما صديقان حميمان سبق لهما أن اشتغلا جنبا إلى جنب في فريق مولودية وجدة مع عبد العزيز كركاش - كل من زاويته الخاصة فرض إيقاعه التاكتيكي لمباغتة غريمه في اللحظة المناسبة لتميل الكفة في الدقائق الأولى لفائدة المضيفين بعد أن أفلحوا في بسط سيطرتهم على مجريات اللعب من خلال الفرص المتاحة التي كان وراءها كل من فخر الدين غرباوي ومصطفى الشرجان ومراد الشاعر وعبد الحق المازني ومعها دافع الناظوريون باستماتة عن شباكهم التي كادت تهتز غير مامرة لولا يقظة الحارس محمد كعداوي مكتفين بهجومات مرتدة بواسطة كل من خالد هيدان ومصطفى أسيف رغبة في الحد من الضغط الوجدي المتزايد حتى الدقيقة 45 حيث ينجح اللاعب مراد الشاعر في هز شباك محمد كعداوي معلنا عن هدف قاتل اهتز له الجمهور طربا وابتهاجا ومعه استعادت مدرجات الملعب البلدي ذكريات الأمس الجميل لسندباد الشرق - مولودية وجدة - يوم كان في أوج عطائه وشموخه ضمن قافلة الكبار لا كما هو اليوم في القسم الثاني يشكو الضعف والوهن والإنكماش ليبقى الشوط الثاني سجالا بين الفريقين مع امتياز للوجديين حيث ظلت آلتهم على ذات الإيقاع من حيث أدائها وحيويتها بتعليمات من المدرب الطموح حسن بريشي الذي عرف كيف ومن أين تؤكل الكتف في مباراة حاسمة راهن عليها على مدى الأسبوع الذي سبقها ومن خلال الظفر بنقطها الثلاث كسب اللاعبون منحة تحفيزية وصل مبلغها إلى ثلاثة آلف وخمس مائة دزهم - بالصحة والراحة - ومن الصدف الغريبة أن يرحل الفريقان معا هذا الأربعاء إلى العاصمة الإسماعلية مكناس لخوض غمار لقاءيهما المؤجلين ، الهلال ضد النجاح والإتحاد ضد البرج وتلك حكاية أخرى من حكايات البحث عن زعامة شطر الشرق.