أهدر المنتخب الانغولي فوزا في المتناول على نظيره المالي وسقط في فخ التعادل 4-4 يوم الاحد على ملعب 11 نوفمبر في لواندا في افتتاح النسخة السابعة والعشرين من نهائيات كأس الامم الافريقية لكرة القدم التي تستضيفها أنغولا حتى 31 يناير الحالي. وكان المنتخب الانغولي في طريقه الى تحقيق فوز ساحق على مالي عندما تقدم برباعية نظيفة تناوب على تسجيلها فلافيو امادو (36 و43) وجيلبرتو (68 من ضربة جزاء) ومانوشو (75 من ضربة جزاء) بيد ان لاعبيه تراخوا في الدقائق الاخيرة الى جانب التبديلات التي اجراها مدربهم البرتغالي مانويل جوزيه باخراج فلافيو وجيلبرتو في الدقائق الاخيرة دفعوا ثمنها غاليا واستقبلت شباكهم 4 اهداف في ظرف 15 دقيقة حملت تواقيع سيدو كيتا (80 و90+3) وفريدريك عمر كانوتيه (89) ومصطفى ياتاباريه (90+5). وفرض لاعب الاهلي المصري السابق فلافيو امادو الذي يلعب حاليا مع الشباب السعودي واللاعب الحالي في الفريق المصري جيلبرتو نفسيهما نجمين في المباراة حيث سجل الاول هدفين وصنع الثالث لجيلبرتو الذي كان وراء الهدف الرابع لكن صحوة مالي في الدقائق الاخيرة عكرت على الانغوليين الفرحة العارمة التي عمت الجماهير التي اعتقدت ان منتخب بلادها حسم المباراة وحرمتها من مواصلة الاحتفال الذي بدأته في حفل الافتتاح. وهو التعادل الثاني بين المنتخبين في 4 مباريات جمعت بينهما حتى الان بعد الاول صفر-صفر في ذهابا تصفيات كأس امم افريقيا في 13 نوفمبر 1994 مقابل فوز واحد لأنغولا 1-صفر في اياب التصفيات ذاتها في 4 يونيو 1995 وفوز لمالي 4-صفر وديا في 11 فبراير 2009. ووقف المنتخبان دقيقة صمت حدادا على ضحايا مقتل الملحق الصحافي للمنتخب التوغولي ستانيسلاس اكلو والمدرب المساعد ابالو اميليتيه في الهجوم المسلح الذي تعرضت له حافلة المنتخب التوغولي يوم الجمعة. وكان المنتخب الانغولي الذي كان مؤازرا بنحو 50 الف متفرج الافضل في اغلب فترات المباراة وكان في طريقه الى خرق قاعدة المباريات الافتتاحية للبطولات الكبرى التي ينتهي اغلبها بالتعادل لكنه استسلم للواقع وارتضى بالتعادل وهو الذي كان يمني النفس بالفوز لتعزيز حظوظه في بلوغ الدور ربع النهائي وتكرار انجاز النسخة الاخيرة عندما خرج على يد مصر 1-2. في المقابل بدا المنتخب المالي بعيدا عن مستواه ولم يهدد مرمى اصحاب الارض اطلاقا في الشوط الاول قبل ان يتحسن مستواه في الثاني نسبيا وتحديدا في الدقائق الاخيرة ونجح في تفادي الهزيمة المذلة التي كانت ستطيح براس مدربه النيجيري ستيفن كيشي وذلك بفضل خبرة نجومه في الدوري الاسباني سيدو كيتا (برشلونة) صاحب هدفين وقائده صانع الالعاب محمدو ديارا (ريال مدريد) ومهاجم اشبيلية كانوتيه. واحتفظ كيشي بكيتا على مقاعد الاحتياط قبل ان يضطر الى اشراكه في الدقيقة 35 مكان موديبو مايغا. وكانت اول محاولة تسديدة قوية لفلافيو من خارج المنطقة بين يدي الحارس محمدو سيديبيه (5). وهدأ ايقاع اللعب وانتظر المنتخب الانغولي الدقيقة 32 ليهدد مرمى مالي عندما مرر جوزيه البرتو مابينا كرة عرضية من الجهة اليمنى تابعها كامبوس دجالما بديل اديريتو كارفاليو ديدي الذي اصيب في ركبته اليمنى برأسه بيد ان الحارس محمدو سيديبيه كان يقظا وتصدى لها على دفعتين. وحصلت أنغولا على ضربة حرة عند حافة المنطقة فانبرى لها الاختصاصي مدافع الاهلي المصري جيلبرتو وتابعها زميله السابق في النادي القاهري فلافيو برأسه في الزاوية اليمنى للحارس سيديبيه (36). وكاد جيلبرتو يضيف الهدف الثاني من ضربة حرة مباشرة علت العارضة بقليل (38). وعزز فلافيو تقدم اصحاب الارض بضربة رأسية ثانية من مسافة قريبة اثر كرة عرضية من جوزيه البرتو مابينا (43). واندفعت مالي نحو مرمى أنغولا مطلع الشوط الثاني واهدر قائدها لاعب وسط ريال مدريد الاسباني محمدو ديارا فرصة ذهبية لتقليص الفارق عندما تهيأت امام كرة عرضية امام المرمى فسددها بيمناه ارتدت من الحارس كارلوش فرنانديش وتهيأت امامه مجددا لكنه لعبها فوق العارضة (48). وكاد مانوشو يضيف الهدف الثالث بضربة راسية من مسافة قريبة لكن الكرة ارتطمت بالمدافع سليمان ديامونتيه وتحولت الى ركنية لم تثمر (56). وحصلت أنغولا على ضربة جزاء عندما مرر فلافيو كرة الى جيلبرتو المندفع من الخلف فتوغل داخل المنطقة لكنه تعرض للعرقلة من المهاجم مامادو باغايوكو فاحتسب الحكم المصري ضربة جزاء انبرى لها جيلبرتو بنفسه مسجلا الهدف الثالث (68). ونجح جيلبرتو في الحصول على ضربة جزاء ثانية عندما تلاعب بكيتا داخل المنطقة وراوغه منفردا بالحارس سيديبيه بيد ان نجم برشلونة عرقله وانبرى نجم مانشستر يونايتد الواعد والمعار الى بلد الوليد الاسباني مانوشو بنجاح مسجلا الهدف الرابع (75). وسجل كيتا هدف تقليص الفارق لمالي عندما استغل دربكة امام المرمى اثر ضربة ركنية فتابع الكرة داخل المرمى الخالي (80) قبل ان يضيف زميله مهاجم اشبيلية الاسباني كانوتيه الثاني بضربة رأسية من مسافة قريبة (89). ولم يستسلم المنتخب المالي في الدقائق الاربع المتبقية من الوقت بدل الضائع واصاف الثالث عبر كيتا بتسديدة طائرة (90+3) قبل ان ينجح مصطفى ياتاباري بديل مامادو باغايوكو في ادراك التعادل مستغلا تمريرة عرضية فشل الحارس الانغولي في التقاطها فتابعها بسهولة داخل المرمى الخالي (90+5). وعقب نهاية المباراة اكد النيجيري ستيفن كيشي مدرب منتخب مالي انه فريقه «حقق المستحيل» عندما قلب تخلفه امام انغولا صفر-4 الى تعادل 4-4 . وقال كيشي «في كرة القدم لا نعترف بالمستحيل وهو ما حققنا اليوم» مضيفا «صراحة لم أكن أتوقع اننا سندرك التعادل بعد الرباعية التي دخلت مرمانا لكني كنت على ثقة بمؤهلات وامكانيات اللاعبين. دافعنا عن سمعتنا حتى الثانية الاخيرة ونلنا مرادنا بادراك التعادل». وتابع «التعادل بطعم الفوز بالنسبة لنا يجب ان نستخلص العبر ونصحح الاخطاء التي ارتكبناها اليوم لتفاديها في المستقبل القريب لان مباراتنا المقبلة امام الجزائر القوية». اما مدرب انغولا البرتغالي مانويل جوزيه فقال: «بالنسبة لي التعادل بطعم الخسارة» مضيفا «كنا نستحق الفوز والجمهور كذلك لكننا ضيعنا فرصة ذهبية وعقدنا مهمتنا في البطولة». وتابع «لم أتعرض لهذا الموقف طيلة مسيرتي التدريبية الطويلة. فقدنا التركيز في اللحظات الاخيرة لكن بشكل كبير الى درجة ان شباكنا تلقت 4 اهداف. افرطنا في الثقة بعد الرباعية النظيفة لكن هذه هي كرة القدم اخطاء يستغلها الفريق المنافس». واضاف «قدمنا مباراة رائعة لكننا خذلنا انفسنا في النهاية».