أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، يوم الاثنين بالرباط، مباحثات هامة مع وفد من جنوب إفريقيا يقوده نائب رئيس لجنة العلاقات الدولية بالمؤتمر الوطني الإفريقي، أوبيد بابيلا. وقد تمحورت هذه المباحثات حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، مع التركيز على المجالات الاقتصادية والتجارية. وفي تصريح للصحافة عقب اللقاء، دعا بابيلا إلى ضرورة تكثيف العلاقات الاقتصادية بين المغرب وجنوب إفريقيا، مشيراً إلى أهمية التعاون بين القطاع الخاص في كلا البلدين. كما حث بابيلا المقاولات المغربية على استكشاف فرص الاستثمار في بلاده، معتبراً أن جنوب إفريقيا تستضيف بالفعل العديد من الشركات المغربية، وأن العلاقات الاقتصادية بين البلدين بحاجة إلى مزيد من النمو والتنوع.
وفي سياق العلاقات متعددة الأطراف، أشاد بابيلا بالدور الريادي الذي أصبح يلعبه المغرب بعد عودته إلى الاتحاد الإفريقي، مؤكداً على أن هذه العودة تمثل فرصة مهمة للعمل المشترك بين البلدين لمواجهة التحديات التي تعترض القارة الإفريقية، من بينها القضايا التنموية والأمنية.
على الصعيد التاريخي، لم يغفل نائب رئيس لجنة العلاقات الدولية بالمؤتمر الوطني الإفريقي ذكر الدعم الذي قدمه المغرب لحركة التحرير في جنوب إفريقيا خلال فترة النضال ضد نظام الفصل العنصري. وبهذا الصدد، أشار إلى أن المملكة المغربية كانت من بين الدول الأولى التي زارها الزعيم الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا بعد استقلال بلاده سنة 1994، حيث عبر مانديلا عن امتنانه للشعب المغربي لمساهمته في نضال جنوب إفريقيا من أجل الحرية.
تأتي هذه المباحثات في سياق الدينامية الجديدة للعلاقات بين المغرب وجنوب إفريقيا، حيث يسعى البلدان إلى تعزيز التعاون في عدة مجالات بما يخدم مصالحهما المشتركة ويعزز مكانتهما في القارة الإفريقية.