التلاميذ المغاربة في الصف ما قبل الأخير والتلاميذ الفرنسيون في مرتبة متأخرة حلت فرنسا في الصف 32 ب 514 نقطة، حسب الدراسة الدولية للتحصيل الدراسي في القراءة المعرفة ب)2016(Pirls والتي شاركت فيها 57 دولة، بينما حلت سنغافورة في المرتبة الأولى في تقييم الاختبار ذاته ب 587 نقطة، ثم إيرلندا ب577 نقطة، متبوعة بهونغ كونغ وروسيا، ثم إيرلندا الشمالية. المعطيات التي كشفت عنها هذه الدراسة التي أجراها برنامج البحث الدولي في القراءة المدرسية، بخصوص مستوى التلاميذ الفرنسيين، أبانت عن الوجه الحقيقي للنموذج التربوي الفرنسي، ولم تدع مجالا للشك على أن هذا النموذج لم يستطع أن يدفع بالمدرسة الفرنسية قيد أنملة، بحيث عرت هذه الدراسة عن الاختلالات الكامنة في النموذج الفرنسي، موضحة أن نتائج التلاميذ الفرنسيين لم تعرف أي تغيير يذكر، فقد ظلت مستقرة، ولم تشهد زيادة، ولو طفيفة في المهارات الأكثر تعقيدا، وظل التلاميذ الفرنسيون أقل بكثير من المتوسط الأوروبي. وأوضحت هذه الدراسة أن ما يقرب من واحد من كل ثلاثة تلاميذ في المستوى الأولى ابتدائي (CE1) يواجه مشاكل في قراءة الكلمات، وأن 17٪ يواجهون صعوبات في فهم النصوص. وفي الصف السادس، يمكن لما يزيد قليلاً عن نصف التلاميذ قراءة 120 كلمة في الدقيقة، وأن ثلث التلاميذ محبطين أو محرومين من استراتيجية القراءة عندما يُطلب منهم قراءة صفحة من النص. المغرب الذي استند في القسم الكبير من تجاربه الإصلاحية المتعلقة بقطاع التعليم على النموذج الفرنسي، احتل حسب هذا الاستبيان، المرتبة 56 من أصل 57 دولة مشاركة، أي الرتبة ما قبل الأخيرة، بحيث شارك في هذه الدورة بعينات تمثيلية من جميع مناطق المملكة، تضم ما مجموعه 7017 تلميذ من المستوى الرابع من التعليم الابتدائي، و 266 مدرس للغة العربية يمثلون 266 مدرسة ابتدائية. وبلغ متوسط درجات التلاميذ المغاربة 372 نقطة، بفارق 128 نقطة مقارنة بالمتوسط الدولي الذي يبلغ 500 نقطة. وعلى الرغم من حدوث تحسن طفيف في دورة 2021 ، بفارق إيجابي قدره 15 نقطة و 47 نقطة مقارنة بالدورتين السابقتين لعامي 2016 و 2011 على التوالي ، إلا أن الأداء العام للتلاميذ المغاربة لا يزال أقل بكثير من الأداء المطلوب. وتظهر النتائج أن 59٪ من التلاميذ في المغرب هم دون الحد الأدنى لمستوى إتقان القراءة . وانطلاقا من هذه النتائج فإن الحاجة ملحة لتغيير نموذج تعلم الأطفال المدعوم بالعلم والبحث، من أجل السماح للمدرسة العمومية بلعب دورها باعتبارها عاملا للترقي الاجتماعي، بالإضافة إلى القضاء على التأخرات الكبيرة جدًا في اكتساب المهارات على أن يتقن الأطفال الأساسيات، واعتماد منطق الشفافية وتكافؤ الفرص بين جميع التلاميذ، وإقامة مكتبات في جميع فصول الدراسة بحلول سنة 2026 ، وتنمية ذوق التلاميذ للقراءة ، وتحسين طرق التدريس لتعزيز فهم النصوص.