عمدت المملكة المغربية إلى سلك المساطر القانونية عبر تسجيل عناصر التراث المغربي في لائحة التراث غير المادي لليونسكو لكي لا يكون "عرضة للاستيلاء من طرف بلدان أخرى، أو التقليد من قبل ثقافات أخرى"، وفق ما جاء على لسان جلالة الملك محمد السادس، خلال لقائه بالمديرة العامة لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو"، أودري أزولاي، حيث يكثّف المغرب جهوده لحماية تراثه الثقافي اللامادي من الاستيلاء والتقليد. وأشادت أزولاي بالتزام جلالة الملك لفائدة النهوض بالتراث غير المادي وحمايته بالمغرب، مذكرة بأن المملكة صادقت على جميع اتفاقيات اليونسكو المرتبطة بالتراث. ويعرَّف التراث الثقافي غير المادي، الذي يطلق عليه أيضا اسم "التراث الحي"، إلى الممارسات والتمثيلات والتعبيرات والمعارف والمهارات التي تنقلها المجتمعات من جيل إلى آخر. وقد سجل المغرب 11 عنصرا من التراث غير المادي يتمثل في التبوريدة، الخط العربي المعرفة والمهارات والممارسات، المهارات والخبرة والممارسات المتعلقة بإنتاج واستهلاك الكسكس، كناوة، النخلة، أركان، الطبخ المتوسطي، الصقارة، مهرجان حب ملوك بصفرو، موسم طانطان، ساحة جامع الفنا. هذا، ويعتبر المغرب الأكثر غنى بين الوطن العربي وإفريقيا من حيث المواقع المدرجة على قائمة مواقع تراث العالمي اللامادي، وذلك للتناغم الحاصل بين الإرث التاريخي والموقع الجغرافي للمملكة، فالتركيبة السكانية للمغرب متباينة ومنسجمة بين العمقين العربي والإفريقي، وفسيفساء ثقافية بين العربي وأعراب البدو "العروبي"، و"الأمازيغي"، و "الأندلسي" و"الصحراوي"، كما أن للمغرب على الموقع الجغرافي صلة وصل بين حضارات الأمم، فالحضارة المغربية على مواقع التراث الإنساني متواجدة منذ فترة ما قبل التاريخ، من العصر الحجري القديم، ثم عصر المعادن إلى حوالي 3000 سنة ق.م، مرورا بحضارات العصر الكلاسيكي بالمغرب من الفترة الفينيقية/القرطاجية والبونيقية، والموريتانية بشمال المغرب، ثم الفترة الرومانية إلى فترة الحضارات الإسلامية. ويشار، إلى أنه ومنذ السنة الماضية أصبح بإمكان الدول تسجيل عنصر واحد ضمن لائحة التراث غير المادي لليونسكو كل سنتين.