من أصل 191 دولة، جاء المغرب في المركز 123 برصيد 0.683 نقطة من أصل نقطة واحدة، في مؤشر التنمية البشرية الصادر عن برنامج الأممالمتحدة الإنمائي تحت عنوان «زمن بلا يقين، حياة بلا استقرار: صياغة مستقبلنا في عالم يتحوّل»، وبذلك يحتل المغرب موقعه ضمن الدول ذات «التنمية البشرية المتوسطة». وحذر أحدث تقرير للأمم المتحدة حول التنمية البشرية، من أن الأزمات المتعددة تعيق التقدم في مجال التنمية البشرية التي تتراجع في الغالبية العظمى من البلدان. ورسم التقرير الأممي صورة لمجتمع عالمي يترنح بين أزمة وأخرى ويخاطر بالاتجاه نحو تزايد الحرمان والمظالم. وأوضح التقرير أنه و للمرة الأولى منذ 32 سنة قام خلالها برنامج الأممالمتحدة الإنمائي بحسابها، انخفض مؤشر التنمية البشرية - الذي يقيس الصحة والتعليم ومستوى المعيشة في البلدان - على مستوى العالم لمدة عامين متتاليين. وأضاف أن هذا يشير إلى تفاقم الأزمة في العديد من المناطق وقد تضررت بشكل خاص أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي وأفريقيا جنوب الصحراء وجنوب آسيا. وأكد أن التنمية البشرية تراجعت إلى مستويات عام 2016، مما أدى إلى عكس الكثير من التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تشكل خطة عام 2030، وهي مخطط الأممالمتحدة لمستقبل أكثر عدلا للناس والكوكب. ووصف التقرير جائحة كوفيد-19 بأنها «نافذة على واقع جديد»، وليست انحرافا عن العمل المعتاد، مشيدا بتطوير لقاحات فعالة باعتباره إنجازا هائلا . من جهة أخرى، اعتبر التقرير أن الموجات المتتالية من متغيرات كوفيد-19، والتحذيرات من احتمال حدوث جوائح مستقبلية بشكل متزايد، ساهمت بتكوين جو عام من عدم اليقين الذي كان يتزايد بالفعل استجابة لوتيرة التغير التكنولوجي المذهلة، وتأثيره على أماكن العمل، والنمو المطرد للمخاوف المحيطة بأزمة المناخ. وحذر مؤلفو الدراسة من أن الاضطراب العالمي الذي سببته الجائحة لا يعد شيئا مقارنة بما سيشهده العالم إذا حدث انهيار في التنوع البيولوجي ووجدت المجتمعات نفسها مضطرة إلى حل التحدي المتمثل في زراعة الغذاء على نطاق واسع دون الحشرات الملقحات. وحل المغرب في مؤشر عدم المساواة بين الجنسين، في المرتبة 104 عالميا، برصيد 0.425، فيما وصلت نسبة السكان الذين بلغوا المستوى الثانوي في التعليم والذين يتجاوز عمرهم 25 سنة، 37,1 في المائة لدى الرجال، و30.9 في المائة لدى النساء. أما فيما يتعلق بمؤشر المشاركة في القوة العاملة بالنسبة للرجال فقد بلغ 66 في المائة، فيما تتراجع هذه النسبة لدى النساء إلى 22 في المائة. وأوضح التقرير أن متوسط العمر عند الولادة في المغرب يصل عند الانات إلى 76,7 سنة، وعند الذكور إلى 71,9 وبخصوص سنوات التعليم المتوقعة، قال التقرير إنها تصل إلى 13,9 عند الإناث، و14,4 عند الذكور، ، بينما يبلغ معدل سنوات التعليم 5 سنوات فقط عند الاناث، و6,9 عند الذكور. وبخصوص الدخل القومي الإجمالي للفرد الوحد، فقد بلغ بحسب التقرير، 3194 دولار عند الإناث، و11365 عند الذكور. وجاء المغرب في المرتبة 15 عربيا في المؤشر، خلف كل من الإمارات (26 عالميا)، والبحرين (35)، والمملكة العربية السعودية (35)، وقطر (42)، والكويت (50)، وعمان (54)، والجزائر (91)، وتونس ومصر (97 معا)، والأردن (102)، وليبيا (104)، وفلسطين (106)، ولبنان (112)، والعراق (121). وأكد التقرير بأنه و"لأول مرة في تاريخ البشرية"، تلوح تهديدات وجودية من صنع البشر في الأفق «بشكل أكبر من تلك الناجمة عن الأخطار الطبيعية». وسجل أنه تم تحديد ثلاث طبقات من «عقدة عدم اليقين»: التغيير الكوكبي الخطير، والانتقال إلى طرق جديدة لتنظيم المجتمعات الصناعية، وتكثيف الاستقطاب السياسي والاجتماعي.