بينما العالم مازال يتخبط في تبعات جائحة كورونا، التي أطلّت برأسها من الصين أواخر سنة 2019، ولم تحظَ بالاحتراز اللازم، ظهرَ في المملكة المتحدة بداية ماي 2022 مرض معدٍ هو جدري القرود، الذي يثير مخاوف من انتشاره، وتحذر منظمة الصحة العالمية من تزايد عدد الإصابات به، خاصة بعد تسجيل حالات إصابة في كندا والبرتغال وإسبانيا والولايات المتحدة والسويد وإيطاليا وفرنسا وأستراليا... وينتقل الفيروس المسبب للمرض وفق خبراء، باللمس والهواء: (الجلد والأغشية المخاطية والجهاز التنفسي). وقد سُجلت سابقاً حالاتُ وفيات بسببه، لكنه لا يشكل خطورة حتى الآن لأن بعض الدراسات تقول إن فرص انتقاله بين البشر لا تتعدى 1/50، وإن المصابين به في مجموعة من الدول الغربية لا يعانون من أعراض خطيرة.
وينتشر "جدري القرود"، بين القردة والفئران والسناجب. ولأنه يشترك في المنشأ مع كورونا، فإن دعوات الحذر منه تتعالى. في هذا السياق، يرى الطيب حمضي، الطيبي الباحث في السياسات والنظم الصحية، أن اكتشاف حالات الإصابة بجدري القرود في بعض الدول الأوروبية أو أمريكا الشمالية وإن كانت مصحوبة بإنذارات صحية، فليس فيه ما يدعو المغرب إلى القلق، مفسرا في تصريح ل"العلم"، التحذيرات التي أصدرتها منظمة الصحة العالمية بشأن هذا المرض بالحث على المراقبة والتتبع وليس تخويف الناس. وبالنسبة للحالات المكتشفة في أوروبا، أكد حمضي على أنها لا تختلف عن أصل المرض المعروف منذ حوالي سبعة عقود من الزمن في إفريقيا الوسطى والغربية، وبالقرب من الغابات الاستوائية حيث تسود الرطوبة، كما أنه مرض فيروسي ينتقل من الحيوانات إلى الإنسان في بعض الأحيان. وتطرق الباحث لأعراض هذا المرض، موضحاً أنها تتضمن ثلاثة رئيسية وهي تلك المشابهة للزكام، وانتفاخ الغدد اللمفاوية في العنق والجسم، والطفح الجلدي والتقرُّحات. وكذا ألم الرأس والإرهاق وألم المفاصل والعضلات. وشدد على أن أعراض جدري القرود أخف من الجدري الذي تخلصت منه البشرية. وتستمر أعراض الفيروس، عادة حتى أربعة أسابيع لدى البالغين، لكنه قد يعطي أعراضا معقدة لدى الأطفال الصغار قد تصل حتى الوفاة. وليس له علاج، غيرَ أن لقاح الجدري كان مجديا معه إلا أنه لم يعد يُنتج حاليا. وفي جوابه عن سؤال: لماذا كثرت حالات الإصابة؟ قال الطيب حمضي إن منظمة الصحة العالمية تبحث في الموضوع للتوصل إلى معطيات أكثر. وإن الواجب الآن هو الحذر.