المصطفى القاسمي يدعو إلى ضرورة مراعاة الظروف الصعبة للفلاح ومواكبته من خلال توفير الاحتياجات بأثمنة مناسبة وفي المتناول. أمام الاهتمام البالغ الذي يستأثر به الموسم الفلاحي في هذه الآونة في ظل تأخر التساقطات المطرية ونسبة ملء السدود الضعيفة، سجل النائب البرلماني المصطفى القاسمي عضو الفريق الاستقلالي بمجلس النواب يوم الاثنين الماضي عددا من الملاحظات ذات الارتباط بالقطاع الفلاحي والتي تحظى بالانشغال البالغ في البادية المغربية. وقد استهل ملاحظاته بالحديث عن البذور التي تشكل إحدى المدخلات المهمة في العملية الإنتاجية، حيث نبه إلى أسعارها المرتفعة رغم أن الموسم الفلاحي انطلق منذ شهرين، مفيدا أن الفلاح المغربي من عادته أن يتوكل على الله ولا يبالي بتأخر التساقطات، ويباشر عملية الحرث بنية صادقة في انتظار أمطار الخير والرحمات الربانية، داعيا إلى ضرورة مراعاة الظروف الصعبة ومواكبته من خلال توفير الاحتياجات بأثمنة مناسبة وفي المتناول. وارتباطا بإشكالية الأسعار دائما، تطرق إلى أثمنة الأسمدة التي تسجل بدورها ارتفاعا رغم كونها منتوجا وطنيا متوفرا على المستوى المحلي، ما يمثل عبئا إضافيا على النفقات، سيما بالنسبة للفلاحين الصغار والمتوسطين. الملاحظة الموالية همت الأعلاف وأساسا الشمندر والنخالة، والتي تمثل أسعارها مصدر اكتواء للكسابين، الذين يوجدون بين مطرقتين، مطرقة المضاربين الذين يستغلون الكسابة، ومطرقة القروض من جهة ثانية. وأبرز الأخ المصطفى القاسمي أن الفريق الاستقلالي له ثقة في الوزارة وفيما تبذله من مجهودات، معبرا عن قناعته بأن القطاع الوزاري سيتخذ الإجراءات المناسبة لمعالجة هذه الوضعيات. وتناول في الختام الحديث عن دراسة تهم جلب الماء من سد الوحدة إلى سد المسيرة متسائلا عن مآل هذا الملف والاشواط التي بلغها، سيما وأن مناطق وأقاليم عديدة تتزود من هذا السد. يذكر أن وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، السيد محمد صديقي، كان قد كشف في توضيحاته زراعة 3,7 مليون هكتار من الزراعات الخريفية، منها 3,14 مليون هكتار من الحبوب، و100 ألف هكتار من مزروعات الخضر، و35 ألف هكتار من أصل 47 ألف هكتار مخصصة للزراعات السكرية. وبالنسبة للمدخلات الفلاحية، فقد تحدث عن تعبئة مليون و600 ألف قنطار من البذور المختارة للحبوب الرئيسية الثلاث، مشيرا إلى أن المبيعات بلغت لحد الآن 900 ألف قنطار، أي ما يمثل 56 في المائة من المخزون المتوفر. وفي ما يخص توفير الأسمدة، قال السيد صديقي إنه تم لحد الآن بيع 300 ألف طن، بزيادة نسبتها 40 في المائة مقارنة مع الموسم الماضي، في أفق ضمان تزويد السوق بحوالي 500 ألف طن من الأسمدة الفوسفاطية. وبالنسبة للتأمين الفلاحي، فقال انه سيتم تحقيق زيادة ب 200 ألف هكتار مقارنة مع الموسم الماضي لتبلغ المساحات المؤمنة مليون و200 ألف هكتار، مقابل 50 الف هكتار من المساحة المؤمنة للأشجار المثمرة. وأشار إلى أنه بالنسبة لدعم الإنتاج الحيواني لمواجهة تأثير تأخر التساقطات على تربية المواشي، فقد تم إطلاق برنامج استعجالي في الموسم الحالي على ثلاثة أشطر يشمل 900 ألف قنطار لفائدة مربي الحيوانات، موضحا أنه تم بلوغ 86 في المائة من الشطر الأول، أي 546 ألف قنطار، وأنه سيشرع في الشطر الثاني الأسبوع المقبل (200 ألف قنطار)، قبل المرور إلى الشطر الثالث الذي يهم المناطق الجبلية الباردة (130 ألف قنطار).