أظهرت نتائج دراسة أعدتها مؤسسة الملك بودوان، بتعاون مع مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية التابع لكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالرباط-أكدال، أن لدى المغاربة المقيمين ببلجيكا ارتباط اقتصادي وثقافي قوي ببلدهم الأصلي. وقد اعتمدت هذه الدراسة، التي تحمل عنوان «البلجيكيون-المغاربة بالضفتين : هوية متعددة في تطور»، والتي قدمت يوم الخميس الماضي بالرباط، على نتائج استطلاع رأي هم حوالي400 بلجيكي-مغربي يقيمون ببلجيكا، وكذا على حوارات أجريت بهذا الشأن. وتتناول هذه الدراسة الروابط التي تجمع البلجيكيين-المغاربة ببلجيكا والمغرب من خلال هويتهم واندماجهم ومدى ثقتهم في المؤسسات.وأبرزت الدراسة أن المشاركة السياسية للبلجيكيين-المغاربة تعد قوية. وفي ما يتعلق بالعلاقات الشخصية والارتباط بالثقافة، أشارت الدراسة إلى أن هناك اندماجا اجتماعيا ناجحا لهؤلاء المغاربة، بحيث أن80 بالمائة من البلجيكيين-المغاربة لديهم علاقات جيدة مع البلجيكيين، ومنفتحين على الثقافة البلجيكية، إلى جانب ترددهم المستمر على الأماكن الثقافية المغربية. كما أبرزت الدراسة «الوضعية السوسيو-اقتصادية والمهنية الهشة» لدى غالبية البلجيكيين-المغاربة، وكذا أن أغلب المشاكل التي تم الوقوف عليها تتجلى في صعوبة الحصول على عمل والعنصرية. وقد تناولت الدراسة كذلك الجانب السوسيو-ديمغرافي للبلجيكيين-المغاربة وسلوكياتهم وعاداتهم ببلجيكا والمغرب والاتحاد الأوروبي، مبرزة اندماج هذه الجالية داخل المجتمع البلجيكي والصعوبات التي تواجهها. كما تقترح الدراسة تقديم «صورة متعددة عن الجالية البلجيكية-المغربية التي ترفض إعطاء صورة مشوهة عنها، ولكن التعريف بغناها وتنوعها، والذي سيمكن من تحقيق اندماج أفضل في احترام هذه الهوية المختلطة التي تتميز بها».