إدعا مشاركون في ندوة نظمت، أخيرا بإفران تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس ، إلى أن تشكل تيكنولوجيات النانو موضوع نقاش وطني واسع وذلك في إطار مؤتمر دولي في هذا المجال العلمي الدقيق سينعقد السنة المقبلة. واعتبر المنتدون، في الجلسة الختامية لهذه الندوة-المناقشة المنظمة منذ سادس يوليوز الجاري، أن علوم وتيكنولوجيات النانو تشكل، بسبب من جدتها، قطاعا استراتيجيا بإمكانه التأثير بشكل إيجابي للغاية على تنمية البلاد. وجاءت هذه الندوة في ختام جلستين اثنتين انعقدتا في موضوعي «تيكنولوجيات النانو: النظريات والتطبيقات والحدود وجافا كارد» لفائدة هيئة التدريس وطلبة سلك الدكتوراه. وأشار المتدخلون كذلك إلى ضرورة أن توحد الجمعيات والمنظمات المنخرطة في هذا المجال جهودها في أفق ضمان جميع شروط النجاح لهذا المؤتمر العالمي وتعبئة كل الطاقم المعني. وشددوا من جهة أخرى على الضرورة الملحة بالنسبة للمغرب لتحديد حاجياته بشكل أفضل وأولوياته في هذه المجال بغية الاستفادة من كل الفرص التي يمنحها، خاصة فيما يتعلق بوضعه المتقدم مع الاتحاد الأوربي بهدف الاندماج في الائتلاف الأوربي لتيكنولوجيات النانو. وحسب البروفيسور فيليب هودي والدكتورة ماري-نوييل سيماريا، اللذين أشرفا على تنشيط هذه الأيام، فإن تطوير تيكنولوجيات النانو وضعت حدا للحدود القائمة بين مجالات الكيمياء والبيولوجيا والطب والفيزياء والإليكترونيك والعلوم المعرفية. وأوضح المشاركون أنه في إطار «النانو-عالم» هذا بالإمكان من الآن صنع وعلى صعيد مختزل (نانومتر واحد يساوي1 جزء من المليار من المتر أي عشر ذرات) ذرة بعد ذرة من أجل الرفع من مكونات المعدات أو توفير مكونات جديدة وخلق عناصر جديدة: سيارات وطائرات أكثر خفة وتستهلك محروقات أقل وتتوفر على مضخات تصفية أكبر وأكثر وأدوية نانو تعالج خلايا المرضى دون جرعات مفرطة أو تعالج الخلايا السرطانية مع تفادي التداوي بالأشعة الكيماوية والإشعاعية. يشار إلى أنه نظم هذه الندوة كل من جمعية «رباط الفتح للتنمية المستدامة»،والمعهد الوطني للبريد والمواصلات، وجامعة الأخوين، و«الجامعة الصيفية» وهي جمعية يوجد مقرها بباريس وتتكون على الخصوص من أساتذة المدرسة العليا للمهندسين الكهربائيين والإليكترونيين (فرنسا).