مرة أخرى تطفو على سطح الأحداث الفنية قبل الموسم الدرامي الرمضاني الأكثر مشاهدة في الوطن العربي، مشكلة مريرة ومتكرّرة لا تقدر على حلها الأممالمتحدة إن اتحدت، أصلا، هي معضلة المسلسلات الدرامية التي تتناول السير الذاتية لبعض الفنانين الكبار. فالإشكال الذي يتكرّر كلما ارتأى المنتجون الخوض في قصص حياة نجوم الفن الجميل، وعصر الأبيض والأسود، هو ذاك الجدل الذي يسبق الانجاز الذي يصل في بعض الأحيان الى وأد المشروع قبل أن ينجز، ومردّ هذا الإعدام القصري لمثل تلك المشاريع هو احجام أقارب الفنانين الخوض في قصص حياة ذويهم مالم يكن السيناريو على قياس آمالهم الطامحة لتلميع صورة الفنان المستهدف للرأي العام؟ وماعدا ذلك فالقضاء سيد الأحكام! ويبدو أن هذا الأمر سيطرح هذا العام وبشكل قياسي مقارنة بالسنوات الدرامية الماضية، حيث يجري التحضير هذه السنة لثلاثة مسلسلات سير ذاتية دفعة واحدة، وهي تباعا: مسلسل "أبو ضحكة جنان" الذي يتناول قصة حياة نجم الكوميديا الراحل إسماعيل ياسين، ومسلسل "مدّاح القمر" الذي يتحدّث عن الجانب الخفي من قصة حياة الموسيقار الراحل بليغ حمدي وزوجته السابقة وردة الجزائرية، وأخيرا مسلسل "قلبي دليلي" الذي يحكي عن فاتنة الأربعينات ليلى مراد. وكل هذه المسلسلات تتحدّث عن علاقة هؤلاء بزملاء لهم في عالم الفن، وعلاقات الصداقة وغيرها من المسائل الشخصية، الأمر الذي جعل الجدل يبلغ أقصاه بين من يقومون على تأليف هذا النوع من المسلسلات، وإنتاجها وإخراجها من جانب، وذوي أبطالها الحقيقيين من جانب آخر، نظرا لحساسية الأحداث التي يمكن أن تكون صادمة للمشاهد فتهتز صورة نجمه لديه وهو ما لا يريده الأقرباء أو من بقي منهم. فمسلسل "أبو ضحكة جنان" يتناول في عدد من حلقاته حالة الاكتئاب التي وصل إليها إسماعيل ياسين في سنواته الأخيرة، بعدما أخذ يقبل العمل في أي عرض حتى وإن كان غير جيد، نظرا لحاجته الشديدة للمال، ووصل الأمر لحد سفره إلى العاصمة اللبنانية بيروت ليعمل ك"مونولوجست" بسيط مثلما كان في بداية حياته الفنية. في حين يتناول مسلسل "مداح القمر" قصة حياة الراحل بليغ حمدي، وكذلك زوجته السابقة الفنانة وردة الجزائرية، ليتطرق لمسائل شخصية موغلة في الخصوصية كإجهاض الفنانة وردة لنفسها مرتين، لأنها، بحسب المسلسل، لا تريد أن يكون لها أبناء من بليغ حمدي. كما يتحدّث المسلسل عن قصة حب خفية جمعت بين كل من بليغ حمدي وإحدى بنات الموسيقار محمد عبد الوهاب. ويسلط الضوء أيضا على حادث مقتل المغربية سميرة مليان في بيت بليغ حمدي واتهامه بقتلها ومدى تأثير تلك الحادثة على حياته الأمر الذي اضطره للإقامة خارج مصر لسنوات طوال. أما مسلسل "قلبي دليلي" الذي يرصد قصة حياة الفنانة الراحلة ليلى مراد. فقد بدأ فعلا في اشعال أزمة بين نجل ليلى مراد، زكي فطين عبد الوهاب، ومنتج المسلسل إسماعيل كتكت، بسبب جوانب تخص حياة الفنانة الراحلة مجهولة التفاصيل للجمهور، مثل ما يقال عن اعتناقها الإسلام وتركها للديانة اليهودية في منتصف أربعينات القرن الماضي.