* سلا: عبد الله الشرقاوي «القاضي راه ولدي نورالدين ذبحوه، ذبحوه ياربي ذبحوه، ذبحوه ياسي القاضي في المخيم». بهذه الجملة انفجرت أم قتيل دركي داخل قاعة الجلسة 2 بالبكاء، حينما كان دركي يقدم شهادته أمام غرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف في فاجعة مخيم «اكديم إزيك»، من خلال معاينته حالات القتل والدهس الممزوج بالتبول على الجثث واستعمال مختلف الأسلحة من «مقالع» وقنينات مملوءة بالبنزين وسيوف وسواطر وأحجار. وقد استمعت الهيئة القضائية برئاسة الأستاذ يوسف العلقاوي صباح الاثنين 15 ماي 2017، لثماني شهادات أرجعت عقارب أحداث مخيم أكديم ازيك لساعة الصفر بعد مرور سبع سنوات عليها، حيث استمعت لستتة دركيين وضابط صف بالقوات المساعدة، إضافة إلى مواطن عادي من مدينة العيون كان مقيما هو الآخر بالمخيم سنة 2010 من أجل مطالب اجتماعية. وقد أدلى الشاهد الأخير بشهادة ورطت عددا من المتهمين، الذين عرقلوا أداء شهادته بالصياح وترديد الشعارات السياسوية، ورفضوا في الأخير إجراء المواجهة مع الشاهد الذي تعرف على متهمين بأسمائهم وأعطى وظائف بعضهم بالمخيم / المعسكر، بدءاً من تسجيل المتهم الديش الملتحقين بهذا المخيم بعد الإدلاء بنسخة من البطاقة الوطنية، والحواجز الأمنية داخله «المخيم» وإشراف المتهم الرئيسي عليه المسمى النعمة الأصفاري، الذي كان متواجداً ليلة الأحداث بالمخيم، وكان يقيم بخيمة هي بمثابة إدارة، المخيم، والتي كانت توزع من خلالها الأسلحة البيضاء وقنينات زجاجية، فضلا عن إعطائه وصفا دقيقا لبعض المتهمين، وارتدائهم صدريات كمكلفين بتنظيم المخيم… وقد شرع الشاهد في التعرف على بعض المتهمين، لكن انسحابهم من قفص الاتهام حال دون قيام المعني بالأمر باستكمال شهادته بعدما أعطى المتهم الرئيسي أوامره بالانسحاب من القفص وسط شعارات وصراخ أدى إلى عرقلة السير العادي للجلسة وإعفاء رئيسها الشاهد من المواجهة التي رفضها الأظناء، مع أمر النيابة العامة بتوفير الحماية للشاهد. من جهته أكد الأستاذ عبد الكبير طبيح أن فرض المتهمين المثول أمام المحكمة رغبة منهم في تحويل المحاكمة إلى جلسة للشعارات، حيث كلما كانت هناك حقائق ومعطيات تدينهم يعمدون إلى عرقلة سير الجلسة، والتمس دفاع الطرف المدني من هيئة الحكم معاينة الشاهد للأظناء من داخل القفص الزجاجي للتعرف عليهم في إطار المواجهة بينهم بعدما امتنعوا عن المثول بقفص الاتهام، إلا أن المحكمة رفضت الملتمس، لتُؤجل الجلسة ليوم أمس لمواصلة الاستماع إلى باقي الشهود.