طالب دفاع حميد الناجيبي المتهم في ملف عبد القادر بليرج مباشرة بعد شروع غرفة الجنايات المكلفة بقضايا مكافحة الإرهاب بملحقة سلا بفتح مسطرة الزور الفرعي في محضر البحث التمهيدي المنسوب إليه والمنجز من قبل الفرقة الوطنية للشرطة القضائية إعمالا لمقتضيات المواد 584 و 586 و 587 من قانون المسطرة الجنائية، مع تكييف أفعال الحشو والتحريف والبتر التي طالت مضمون المحضر بعد التوقيع عليه بالفصلين 352 و 353 من القانون الجنائي. وأكد الدفاع أن المحكمة غير مقيدة بقرار قاضية التحقيق التي رفضت فتح بحث في الشكاية المباشرة المقدمة لها بشأن التزوير والتعذيب بشكل غير مشروع ، مضيفا أنه لاحق لها في إضفاء الصبغة القدسية على المحاضر في الوقت الذي يمكن فيه الطعن في الأحكام، معتبرا القرار التحقيق كارثي، والذي تم تأييده من طرف الغرفة الجنحية ومعروض الآن على المجلس الأعلى. وطالب الدفاع بالرجوع إلى المخزون الآلي الذي استنسخ منه محضر الشرطة المحرر بالكمبيوتر. أما ممثل النيابة العامة فأوضح بأن طلب الدفاع لا يتوفر على الشروط القانونية والتمس عدم قبوله شكلا، واحتياطيا رفضه لسبقية البت، ومواصلة الاستماع إلى المتهمين. وبعد رفض هيئة الحكم مساء الثلاثاء طلب الدفاع وشروعها في الاستماع إلى حميد الناجيبي وقعت مشاداة بين رئاسة المحكمة والدفاع إثر سرد التصريحات المدونة في المحضر، والتي نفاها المتهم الذي تساءل بقوله: كيف لمناضل سياسي بمرجعية يسارية أن يستقطب الشباب للجهاد... كان عضوا بالكنفدرالية الديمقراطية والجمعية المغربية لحقوق الإنسان ومنظمة العمل الديمقراطي الشعبي، ثم الحزب الإشتراكي الموحد الذي يعي أن المشروع الديمقراطي الحداثي ونجاعته يتوقف على طبيعة القوى التي تحتضنه ويؤمن بقيم المواطنة وحقوق الإنسان ونبذ العنف والتطرف، مضيفا... أن علاقاتنا ببعض التيارات الإسلامية تستند إلى تبنيها للخيار الديمقراطي على مستوى المبدإ والمذهب والبرامج والآليات... وأوضح المتهم حميد الناجيبي أنه لا يعرف المتهم بليرج، وأنه يوم 16 فبراير 2008 جاء لمنزله أشخاص بلباس مدني وقالوا له إنه يوجد لديه حاسوب مسروق وعند دخولهم للبيت ذهبوا مباشرة للمكتبة واخذوا الكتب وطلبوا منه مرافقتهم لدائرة المعاريف بالدار البيضاء. وأشار الناجيبي إلى أن أول سؤال طرح عليه كان يتعلق بإرسال أخيه محمد الناجيبي الدواء من بلجيكا لأبيه الذي كان مصابا بمرض القلب، ثم ملابسات استقطابه لليسار وقناعاته ، وعلاقته بمحمد بنسعيد أيت أيدر والحركة الإسلامية، وظروف حضوره لمؤتمر الشباب بالجزائر، واتهامه بصنع المتفجرات... مضيفا أن شرطيا أحضر له محضراً وصححه وبعد مدة جاء ب 20 نسخة سلموه منها نسخة واحدة مدون فيها تصريحاته ووقع عليها في الوقت الذي كان يطمئنه الضابط ويتحدث له عن إرهاقه إذا ما اطلع على جميع الوثائق... كما استمعت المحكمة للمتهم الحسين الذي نفى المنسوب إليه، بما في ذلك تسليم كيس كان يحتوي على مسدسات، لتؤخر المحكمة مواصلة الاستماع إلى باقي المتهمين إلى يومه الخميس. وخلال هذه الجلسة تم ترويج رسالة نسبت إلى أحد المتهمين موجهة إلى الجنرال حميدو لعنيكري تحت موضوع: «اعتذار عن إزعاج»، يتبرأ فيها المتهم من تصريحات تداولتها بعض الصحف على إثر الاستماع إليه في الجلسة السابقة.