شهدت العاصمة العلمية خلال سنة 2016 ترميم العديد من المآثر التاريخية العريقة التي أصبحت بعد العناية بها كنزا ثمينا يجسد الماضي المجيد للحاضرة الإدريسية. ويندرج الاهتمام الكبير بهذه المآثر ذات القيمة التاريخية والثقافية والجمالية في إطار برنامج ترميم مدينة فاس العتيقة التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2013 وأشرفت على تنفيذها وكالة التنمية ورد الاعتبار لمدينة فاس. وتساهم هذه الفضاءات التي تعكس مختلف جوانب التراث التاريخي المحلي والتنوع الحضاري والثقافي والروحي الزاخر للمملكة، في إعطاء دفعة قوية للأنشطة السياحية والثقافية بالعاصمة العلمية. وعلى الرغم من تمركزها بالمدينة العتيقة بأزقها الضيقة، فان هذه المعالم التاريخية التي شيدت في عصور مختلفة تشكل وجهات رئيسية للعديد من الزوار والسياح والباحثين والمهتمين بالمجال التاريخي. وهمت مشاريع ترميم المآثر التاريخية التي تروم تعزيز وتقوية أصالة وجمالية مدينة فاس العتيقة المصنفة من قبل منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) تراثا عالميا، على الخصوص، مدارس السباعيين والصفارين والصهريج والمصباحية، الإضافة إلى مجموعة من القناطر كالخراشفيين التي يرجع تاريخ بنائها إلى القرن العاشر من طرف الأمير الزناتي دوناس، وكذا قنطرة الطرافين التي يرجع تاريخ تشييدها إلى القرن 11. وشمل هذه المشاريع، أيضا، برنامج تأهيل وترميم المآثر التاريخية، لا سيما أزقة باب بوجلود والطالعة الصغيرة والصفاح والعطارين والديوان والشماعين والسبطريين وباب السنسلة والخراشفيين والنخالين والحدادين وباب اللمطي. وطبعت هذه المواقع الأثرية تاريخ المدينة العتيقة بخصوصيات مميزة منها على الخصوص الفضاء التاريخي (باب الماكنية) الذي تم بناؤه خلال القرن 14 ثم جنان الدرادر (القرن 12 ) وبرج الكوكب ( القرن 14 ) وبرج سيدي بونافع وبوطويل اللذين يرجع تاريخ بنائهما إلى العهد السعدي (القرن 16). ومن شأن عمليات الترميم والتجديد التي خضعت لها مختلف الدروب والأزقة بالمدينة العتيقة والتي أشرفت على إنجازها وكالة التنمية ورد الاعتبار أن تساهم في تحسين ظروف عيش الساكنة، وكذا تحسين شروط عمل الصناع التقليديين والتجار الذين لا يزالون يشتغلون في هذه الفضاءات مع تفعيل الحركية الاقتصادية وتثمين المحيط والفضاءات المجاورة للمعالم التاريخية والحضارية العريقة التي تتواجد بالمدينة العتيقة لفاس. ويهدف مشروع ترميم هذه المواقع الأثرية الى الحفاظ على الطابع التاريخي والحضاري للحاضرة الادريسية التي صنفت من قبل منظمة اليونسكو كتراث انساني عالمي سنة 1981.