تباشر السلطات الأمنية بالجزائر منذ أيام حملة واسعة لترحيل آلاف المهاجرين المنحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، إذ شرعت أجهزة الأمن المشكلة من الشرطة وقوات الدرك في توقيف هؤلاء المهاجرين بطريقة يقول بعض المراقبين أنها تميزت بنوع من العنف وذلك بعدد من الأحياء التي يقطنون بها داخل العاصمة الجزائرية والمدن القريبة منها، قبل أن يتم نقلهم و "احتجازهم" بمخيمات بمدينة تامنراست في أقصى الجنوبالجزائري في انتظار ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية. وتعد هذه العملية الأكبر من نوعها منذ سنوات من حيث عدد الموقوفين الذي بلغ حوالي 1400 مهاجر من ذوي البشرة السوداء وذلك منذ انطلاقها في الأول من الشهر الجاري. وانتقدت العديد من الفعاليات الحقوقية الخطوة التي أقدمت عليها الدولة الجزائرية والطريقة التي تعاملت بها مع المهاجرين الأفارقة في محاولتها كبح موجات الهجرة الكبيرة عبر حدودها الجنوبية بسبب الاوضاع الامنية المتدهورة كالإرهاب والحروب والجوع في دول الجوار كمالي والنيجر. وعبر المدافعون عن حقوق الإنسان عن عميق انشغالهم للكيفية التي تنتهجها الجزائر في التعامل مع الهجرة القادمة من بلدان الجنوب، إذ تم وصفها بكونها حملة "مهينة" ويغلب عليها طابع العنف خصوصا وأن الكثير من هؤلاء المهاجرين الأفارقة يرفضون العودة إلى بلدانهم الأصلية خوفا من بطش الأنظمة وفتك الأمراض والحروب. وفي الوقت الذي أعلنت فيه عن أعداد الموقوفين، لم تقدم وزارة الدفاع الجزائرية تفاصيل أكثر عن العملية ومصير المهاجرين. وكان وزير الداخلية الجزائري نور الدين بدوي، قد أكد أمام البرلمان نهاية شتنبر الماضي، وجود مخطط لترحيل الآلاف من المهاجرين باتفاق مع حكومات بلدان أفريقية، مشيرا إلى أن بلاده منذ العام 2014 قامت بترحيل أكثر من 17 ألف مهاجر، أغلبهم من الجارة النيجر. وحسب المفوضية العليا للاجئين، فإنه يتواجد بالجزائر حوالي 100 ألف مهاجر، بينهم 24 ألف هربوا من جحيم الحرب الأهلية والاقتتال الطائفي في سوريا و 7 آلاف من دول إفريقيا جنوب الصحراء. ويعاني هؤلاء المهاجرين من العديد من المضايقات وتأليب المجتمع ضدهم من طرف جهات حكومية كحالة فاروق قسنطيني، رئيس اللجنة الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان الجزائرية، الذي كان أدلى بتصريحات صحافية أثارت جدلا واسعا حينما قال أن المهاجرين يجلبون الأمراض المعدية مثل الإيدز، ويعملون على ترويج المخدرات، وهو التصريح الذي شبهه البعض بما يروج له الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب الذي هاجم المهاجرين المنحدرين من المكسيك ووصفهم بالمجرمين كما وعد بإغلاق أمريكا في وجه المعتنقين للديانة الإسلامية.