سلا: عبد الله الشرقاوي لم يتمكن قاضي التحقيق بملحقة سلا باستينافية الرباط من إنهاء التحقيق الابتدائي في ملف التلاعب بكمية 1509 طن من زيوت الفيول والوقود إلا في الساعة الثانية من صباح يوم السبت، حيث كان العياء قد أنهك الجميع، من متهمين وعائلاتهم ورجال أمن الذين لم يغمض لهم جفن إلا في ساعات الفجر. وقد شرع قاضي التحقيق الأستاذ عبد القادر الشنتوف في الاستماع إلى 38 متهما في قضية الزيوت والفيول حوالي الساعة الرابعة والنصف من مساء الجمعة، حيث أمر بإيداع 35 متهما بالمركب السجني بسلا، ومتَّع 3 آخرين بالإفراج المقيد، حيث يوجد من بين المتابعين امرأتان، والذين كانت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء قد أحالتهم صباح يوم الجمعة على النيابة العامة باستئنافية الرباط، التي استمعت إليهم بمقرها بحي الرياض على امتداد ساعات. وذكر مصدر أمني أن مبالغ المساءلة في هذه النازلة تصل إلى 4300.000.00 درهم (430 مليون سنتيم)، والتي توبع فيها أصحاب محطات للوقود وسائقو شاحنات وموظفون بالمكتب الوطني للكهرباء وشركة لاسمير. وذكر ذات المصدر أن التهم الأولية الموجهة للمتابعين تتمحور حول تكوين عصابة والمشاركة في الاختلاس وخيانة الأمانة واستعمال عن علم وصولات مزورة كانت تستخرج بواسطتها كميات زيوت الفيول والوقود من المستودعات عبر شاحنات لبيعها للغير. ويعتقد أن التحريات في هذه النازلة كانت قد بوشرت منذ سنة 2006، ولا يعرف ما إذا كان البحث قد أغلق بتقديم هؤلاء المتهمين، أم أنه لا يزال متواصلا لتحديد المسؤولية، خصوصا إذا كانت مدة التلاعب بكمية الوقود، حسب معطيات البحث التمهيدي، ترجع لسنوات، علما أن أغلب القضايا المعروضة على المحاكم ظل فيها سؤال المسؤولية مُغيبا بالنسبة لأجهزة المراقبة.