فتح مبين للدبلوماسية المغربية في أدغال إفريقيا.. والفتح ليس بالمبالغة، أو العاطفة الإفريقية التي تتحرك بعد كل زيارة ملكية لبلدان جنوب الصحراء، أو استشعار قدرة المملكة على ريادة الفضاء الإفريقي.. إنما هو فتح لمواقع جديدة في خريطة إفريقيا التي غابت عنها دبلوماسيتنا.. طالما أرهقتنا في مختلف المحافل الدولية من خلال اصطفافها وراء أطروحة الانفصال. فتح لشرق إفريقيا الأنجلوفونية، التي تتبوأ منزلة شرف ورفعة في التجمع الإقليمي القاري.. تشمل نماذج اقتصادية صاعدة.. تهيأت وتزينت بأبهى حلة لاستقبال القوى المتنافسة على ثروات إفريقيا.. لاستقبال العالم الذي أصبح يصف قارتنا بمستقبل العالم.. تنمو.. تتسامى.. تتقوى، تثبت أركان اقتصادها. ملك إفريقي.. جغرافية، وتاريخا، وارتباطا.. باحث عن تبوإ مملكته ما تستحق من مكانة قارية.. كُتبت رسائل وأطروحات جامعية، حول تحول نظرة المغرب إلى الفضاء الإفريقي منذ بيعته.. خَطت أقلام صحفية فقرات مختلفة أجناسها، مواكبة لإفريقية الملك.. الذي استشعر توجه العالم نحو إفريقيا، فسبقهم.. حضر في مختلف بقاعها، وأعد له فيها متكأً. نحو التصدي للمناورات التي تحاك ضد الوحدة الوطنية المغربية، التي وجدت في إفريقيا الأنجلوفونية دعما وحشدا.. فتحسس الانفاصاليون سحب البساط من تحت أرجلهم.. أصيبوا بسعار حاد في مواقعهم الإخبارية، التي تهاجم المغرب يمينا وشمالا، تخبط خبط عشواء.. أي دبلوماسيينا، حاصروهم حيث ثقفتموهم.. أخرجوهم من حيث لا حول لهم على إخراجكم.. هم العدو فاحذروهم… ! يتخلص المغرب رويدا رويدا من المحددات الكلاسيكية لعلاقته بالدول الإفريقية، فركز على الحضور المؤسساتي والتعاون جنوب-جنوب.. على الوحدة التنموية القارية.. الاستعداد التام لتوجه العالم نحو مستقبله الطاقي والبشري.. نحو قارة القرن.. إدراك موقعه الهام في مواجهة القارة السمراء. تشمل هذه الزيارة دولا مطلة على المحيط الهندي.. جسرا مفتوحا من شمال القرن الإفريقي الكبير إلى جنوبه.. تربطها علاقات مع دول الجزيرة العربية.. تعرف وجود تنوع ديني.. فأُعجبَت بتدبير المغرب لملف الأمن الروحي.. لمكافحة الإرهاب، ومن خلال إدارة مجموعة من الأزمات داخل القارة.. الدور الأساسي لتحريك عجلة الاقتصاد بدول المنطقة.. مقابل انفتاح المملكة على بلدان تزخر بكثافة الموارد البشرية والطاقية، والعمل على تأهيلها، للبحث عن منفعة إفريقية مشتركة. يا لنكسة دعاة الانفصال.. ونكبتهم.. لا مقام لكم.. فارجعوا.. ويا لخسارة داعمهم الذي يمضي به الدهر يبدد أموال شعبه.. لنطمئنهم بعدم إمكانية نجاح مشروعهم.. بدعوة صادقة لطي صفحات الماضي البئيسة.. وفتح آفاق التعاون المشترك والبحث عن مكان في عالم الاقتصاد والتنمية.. والانتقال من رواسب الحرب الباردة العالقة في أذهان عجائز قادتهم. تؤكد الجولة الإفريقية دينامية الدبلوماسية المغربية في إفريقيا.. على أن يعمل السفراء الجدد على تعزيز مكانة المغرب، والتصدي بيقظة وحزم لمناوشات الخصوم.. عليهم حفظ المكتسبات الجديدة في شرق إفريقيا.. وعلينا البحث عن شراكة حقيقية مع جنوب إفريقيا ونيجيريا، في أفق تحقيق التكامل الاستراتيجي المنشود من الحضور المغربي في القارة السمراء.