سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
25% من المراقهات في العالم ينخرطن في رحلة للعلاج النفسي بعد أول دورة شهرية الصديقات والمجلات المختصة والانترنيت بوابات لمعلومات المراهقات عن دخول عالم النساء
جلست الفتاة المراهقة في منتصف سريرها، مثنية رجليها إلى بطنها. ضمت يديها حول أعلى رجليها. أسندت رأسها إلى ركبتيها. غرقت في تفكير عميق، تنبهت إلى أنها تجلس في وضعية رأتها مرارا في السينما والتلفزيون. لكن دواعي المرح عندها لم تكن كثيرة. وعلى رغم هدوء ملامح وجهها، ضج رأسها بأفكار كثيرة، أغلبها مزعج. نادتها أمها مستفسرة عن سبب انفرادها بنفسها في غرفة النوم. ردت بصوت هادئ. أين كان هذا الهدوء قبل يومين، حين انفجرت في نوبة حادة من الصراخ، لمجرد أن أمها طلبت منها الإسراع في انجاز كي الملابس؟ وقتها، تبادلت الأم والبنت الصراخ، ثم تنبهت الأم وصمتت، فيما لم تهدأ البنت ، ولم تنته من نوبة الصراخ المتوتر، إلا بنوبة من بكاء مرير. لم يكن ما تفكر به الفتاة المراهقة أمرا يسيرا. تريد أن تطلب من أمها اصطحابها إلى طبيب نفساني! تعلم جيدا أن طلبا كهذا كفيل بأن يفجر نقاشا عسيرا، هل يمكن تجنب هذا الأمر، أم أنه من الأفضل أن تستمع إلى نصيحة صديقتها، فتذهب الى الطبيب النفساني/ صديقتها من جهة، أمها من الجهة الأخرى: كم مرة تكرر هذا المشهد؟ نعم. لم تنس قبل أربع سنوات، رأت دما يسيل على رجليها، منحدرا من الأعلى. فزعت. هرعت الى أمها قالت الأم «أمر طبيعي عند الإناث». اكتفت الأم بالقول إن الأمر سيتكرر كل شهر.. تقريبا، وشرحت لها طريقة استعمال الفوطة الصحية. ثم أوصت الأم ابنتها بالحذر. حينها لم تفهم الابنة ما الذي تعنيه أمها بكلمة الحذر، اكتفت الأم، بهذه المعلومات! ولاحقا، تولت صديقتها شرح الدورة الشهرية لها. بعد ذلك، تكفلت المجلات والكتب، أو بالأحرى بعض ما تناول هذا الموضوع وغالبا بالمصادفة، بإعطاء البنت بعض المعلومات عن بلوغها وتحولها من طفلة إلى أنثى. ثم أن القصة تتكرر ثانية. ابتدأت المعاناة الراهنة للفتاة مع سلسلة من الشجارات غير المألوفة والمفاجئة مع الأهل، والتي غالبا ما يصاحبها حزن عميق. لجأت الفتاة إلى صديقتها. تحادثتا طويلا، صمتت المراهقة بدورها. فقد كانت تعلم أن عادتيهما، وبالمصادفة المحضة، متزامنتان. هل أن صديقتها على حق؟ ولماذا لاتعاني الصديقة من النوبات نفسها؟ بعد جولات في الانترنت، توصلت الصديقتان إلى شيء يشبه ما تعانيه الفتاة المراهقة: «ظاهرة ما قبل الدورة الشهرية» ربما كانت الانترنت، أخيرا، على حق! حينها لم تجد مناصا من مفاتحة الأم بالأمر كله. وفوجئت الأم. وتناقشت الاثنتان طويلا في شأن زيارة الطبيب. وفي المساء استشارت الأم الأب. حاول الكل إقناعها بعدم الذهاب إلى الطبيب النفساني، طال النقاش أياما. ثم رضخت الأم أمام إلحاح الابنة ، شرح الطبيب للفتاة أن ما تعانيه مرض اعترف به الطب النفساني منذ تسعينيات القرن العشرين. ودهشت عندما علمت أن العلم لم يكن يقر بوجود «بي ام اس» قبل ذلك. وبتدقيق، بين الطبيب أن زيادة قوة النساء في العالم، كان له أثره على علوم الطب، التي يهيمن عليها الرجال. وأرغمن العلم الحديث على الاعتراف بمرضهن هذا وعلمت الفتاة أيضا أن الإسم العلمي لهذا المرض هو Premenstrual Dysphoric Disorder ، وترجمته، «اضطراب محزن لما قبل الدورة الشهرية». ثم عادت إلى الأنترنت، وعرفت أن نصف نساء الأرض يصبن بأعراض خفيفة في الأيام التي تسبق نزفهن شهريا. ولا يعانين كلهن من المرض، ولا تتعدى نسبة الإناث اللواتي يعانينه كمرض 25 في المائة. بعد ذلك كله دخلت الفتاة رحلة للعلاج