جلس حزينا يرتشف قهوة المساء أراد أن يتسلى رغم المأساة ،أغمض عينيه علاًه يرى حلما جميلا ،لكنه عبثا لم يرى شيئا فقد ظلت الصورة كما هي في سوادها وحلكتها ،أصيب بالضجر فلم يجد بًدا من تحريك الستارة أعني الستارة السوداء عسى أن يرى شيئا ،إنتظر قليلا قبل أن يمد يده لفنجان القهوة الذي كان باردا كالثلج وفجأة سمع جلبة وضجيجا رأى شيئا فقد كانت الستارة تهتز وتتحرك ظنه جنيا ،لكنه لا يصدق بوجود الجن في منزله البئيس هل يترك الجن منازل وقصور الأغنياء ليسكن في منزله التافه ؟ الستارة تهتز من جديد هذه المرة سمع كلمات لم يعرف معناها كانت أشبه بكلمات عبرية ،لحد الأن الستارة تهتز من جديد هذه المرة أصوات بشعة تنسل إلى أسماعه ،يالله صوت القنابل أرعبه وجعله يقفز إلى الكنبة للإختباء من هذا الجحيم القادم ،ثم آنتظر برهة قبل أن يهأ الصوت وتهدأ معه سحب الدخان الأبيض وخرج جندي يدق الأرض دقا بحذائه العسكري الثقيل ويده على زناد رشاشه الجبار . قال الجندي بغطرسة واضحة _ المنزل تافه ،العرب تافهون ، العالم كله تافه آرتعدت فرائصه قال من وراء الكنبة _ ماذا تفعل في منزلي أيها المحتل ؟ لم يرد الجندي بل رد بطريقته الخاصة بأن قذف بقنبلة أتبعها بزخة من رصاص رشاشه المدمر . قال العربي محتجا _ تضربني برصاصك وأنا من المدنيين العزل قال الجندي _ مدني...أنت مضحك ، أنا لا أفرق بين طفل وشيخ فبالأحرى بين مدني وعسكري آهتزت الستارة من جديد تملكت الجندي حالة من الخوف الشديد ، صاح في الاسلكي يطلب دعما من الجو والبحر والبر ،فجاءت الأباتشي وقصفت وجاء الزورق الحربي وقصف ثم جاءت الدبابة وقصفت وكانت النتيجة أن صاح الجندي مرة أخرى بأنتشاء _ هذف عسكري ناجح ... قال العربي هذه المرة _أيها الوحش ،تسحق جمجمة طفل وتقول هدف عسكري رد الجندي بخبث _ عرب ...أغبياء يتكلمون آهتزت الستارة من جديد ، وأنسحب الجندي إلى الخلف قبل أن يسمع كلمات كانت من معجم ألماني غابر ،قال الألماني وهو يخاطب الجندي _جندي إسرائلي ،ياااامرحبا رمقه الجندي بغضب _ ألماني ونازي سابق في غزة ....أنا أكرهك إستغرب الألماني وقال _ لما...؟ قال الجندي _ أنسيت الهولوكوست ؟؟؟ رد الألماني بغضب _ تبتزني أيها الجندي الحقير ... آهتزت الستارة من جديد وخرج منها رجل قصير القامة أسيوي الملامح ،فقال العربي بفرح زائد _الأممالمتحدة... ملجأ العرب والمستضعفين تكلم الأسيوي ودون آكترات لوجود العربي _ لما هذا الضجيج؟ قال الجندي الإسرائيلي باكيا _ الهولوكوست.... مد الأسيوي منذيله للإسرائيلي وقال _أيها الألماني ذو الأصل النازي أنت مجرم ،والأممالمتحدة تطالبك بمسح جريمتك وتعويض ضحيتك صاح العربي _ والهولوكوست الفلسطيني ...؟ قال الأسيوي والألماني _دفاع عن النفس... آنسحب الجميع إلى الخلف وتحركت الستارة من جديد ،فخرج الأمريكي وهو يتهم ويتوعد ،صاح الإسرائلي _ حبيبي الأمريكي ...يااا مرحبا نظر الأمريكي إلى الجندي بحنان وقال _ المسكين لقد جرحت ... قال الجندي بألم مصطنع _أجل أنا مظلوم... غضب الأمريكي ونادى الأسيوي والألماني ،فرد الأسيوي _مجرمون يقتلون المدنيين الأسرائليين... وقال الألماني _الدفاع عن النفس حق مشروع قال الأمريكي مطمئنا الجندي _هدية الشعب الأمريكي ،شحنة سلاح فتاك...وأموال ودعم محفلي ... قال الجندي _هذا هو العدل الأمريكي ... رد العربي بحرقة _هذا ظلم... تحركت الستارة من جديد فخرج شخص ضخم الجثة يلبس على رأسه تاجا وقال ببلادة _ماذا يحدث عندكم ؟ قهقه الجميع ،وقال الإسرائلي ومعه الأمريكي والألماني _لا شيء عزيزى ،عد لجواريك وغلمانك... ثم عاد صاحب التاج كأن شيئا لم يكن فصاح العربي هذه المرة _جبناء ،متواطئون ،مجرمون... آلتفت الجميع دون الإسرائلي قائلين _من هذا..؟ قال الإسرائلي _هذا عربي إرهابي... ثم تساءل _هل أقتله...؟ قال الأمريكي ومعه الألماني والأسيوي _دعه ينبح فلا خوف من نباحه... ويستمر النباح ومعه مسلسل القتل والتواطئ وشلال الدم ونفس الستارة تتحرك على إيقاع مأساة جديدة وجرائم جديدة ولكن الستارة لن تغطي الجريمة مهما بلغ سمك الغطاء وضبابية الرؤية ومهما بلغت سوداوية الستارة...