افتتحت الفنانة التشكيلية نعيمة اشركوك مساء أمس الأربعاء برواق المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، معرضها الفردي، والذي يستمر حتى ال 11 من شهر يناير الجاري تحت شعار"رقصات الألوان". وقدمت الفنانة العاصمة التي تنحدر من الشاون مدينة السحر والجمال والطبيعية الخلابة والفنون الجميلة، في معرضها الجديد، باكورة من لوحاتها المزهرة في أول أيام أعياد الميلاد، لتضيء بها شموع الحالمين والفنانين والعاشقين، لوحات ازدانت بألق ألوان بهية، أنارت المكان بسحر شاعري وجمال لا يوصف، ما جعل المتلقي يطوف بحدائقها وشموعها مستمتعا بتلك الأعمال التجريدية والسريالية، وبتلك الأزهار وهي تنثر عبقها وعطرها في كل زوايا المكان في مشهد أثيري فاتن. وشكلت لوحات الفنانة التي كانت تطوف بين لوحاتها كفراشة وهي تشرح أحلامها للزوار بكل أريحية وفرح، دون ملل، عقدا بلورية متلألأة على جيد كائن فني يمتد شريطه من الماء إلى الماء، ومن مواسم ربيع الحلم إلى مواقيت الأمل، حيث يصير اللون خيطا رفيعا يجمع بين الفني والإبداعي، وبين التشكيلي وبين الحكائي، في صورة ممتعة للغاية. وقد حققت الفنانة وهي تقدم لوحاتها الخصبة من حيث الشكل والمضمون، جانبا مهما من المتعة البصرية للمتلقي، التي تنبني عليها الممارسة التشكيلية والإبداعية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ما حول معرضها المزهو بنخوة شاعرية غاية في الإمتاع المؤانسة إلى احتفالي جماعي وجمالي، جمع نخبة من الفنانين والرسامين والإعلاميين وعشاق اللوحة التشكيلة التي تعلق في كل بيوت زينة ونخوة وروعة. وقد أثثت الفنانة افتتاحها بلوحات موسيقية من نبرات عود أندلسي أصيل، كانت إيقاعاته ترفرف هنا وهناك، ما جعل سحر الموسيقى يتعانق مع سحر الرسم في مشهد مسرحي أضفى على المكان بهاء، يفيض بندف فنية كأنها أوراق دافئة تتساقط بهدوء، ما يؤكد بالفعل ان الموسيقى والتشكيل فنانان متكاملان يتعانقان، ويبرز كم للموسيقى من ذاكرة ومكان فريد، به تكبر اللوحة وتنمو، وتتجمل، وترقص، فتكون احلى صورة في أجمل مكان. وتعددت قراءات وتأويلات لوحات اشركوك، لكنها أجمعت على أن معينها الفني يغرف من حوض فني ساحر يجمع بين الشعر والسحر، وبين الفلسفة والحكمة، وبين كينونة الواقع والخيال، لتكون لوحاتها ألوان زاخرة بالحنين، ومفعمة بالدهشة والسؤال، ومكتنزة بقمح المواسم حين تتساقط شآبيب الامطار على حدائقها اللونية فتحيلها الى جنينات حسناء تتفتح بوريقاتها بفيض ألوان، حتى يكاد المتلقي يصغي الى رفة الحلم، وهمس العصافير، وصمت الفراشات حين تسافر باتجاه اللادرياء. هكذا هي الفنانة التي سطع نجمها في سن مبكرة، فحين ترسم، تبعث في الروح قيما إنسانية، مسكونة بسحر الطبيعة، التي تفضى الى عوالم بهية من الحرية وانفتاح الفكر، الذي يؤمن بأن الفنون روح تتعايش في سلام وتسامح المبدعين والحالمين، انها واحدة من المبدعات المجددات، الآتيات من برج الحلم، حين تطل على المتلقي في رأس السنة من نافذة مشرعة على الأمل، وفي يدها ريشة، وباكورة ألوان، وسحر أزهار أسطورية، هي جزء من أحلامها وعواملها التي لا تشيخ.