أسدل "ملتقى مرتيل لمسرح الطفل"، الذي ينظمه فرع المنظمة الوطنية لفناني مسرح العرائس بمرتيل، ستارة دورته الثالثة عشر، المنظمة بين 4 و8 ماي 2016، تحت شعار: "مسرح الطفل: مقاربة تربوية للتواصل والحوار"، وقد أكد مدير الملتقى مصطفى الستيتو أن هذه الدورة عرفت نجاحا كميا ونوعيا، حيث شارك فيها عدد من الفنانين والباحثين من مصر وتونس والمغرب، كما استفاد من أنشطتها المئات من الأطفال بمرتيلوالمضيقوالفنيدق، وعرفت الدورة تكريم الفنان المصري القدير لطفي لبيب، الذي جاء – كما صرح مصطفى الستيتو – اعترافا بما قدمه هذا الفنان للمسرح والسينما والإذاعة المصرية والعربية من أعمال متميزة منذ حوالي أربعين سنة. وضمن فعاليات الملتقى، تم تنظيم ندوة فكرية بمكتبة أبي الحسن الشاذلي بمرتيل في موضوع: "مسرح الطفل مقاربة تربوية لتنمية كفايات التواصل والحوار من خلال تجربة الكاتب المسرحي المسكيني الصغير"، قدمها وسيرها الكاتب والشاعر عبد الحق ميرفراني، وشارك فيها كل من الكاتب والمسرحي المسكيني الصغير والدكتور المعتمد الخراز والدكتور محمد الصبان. في البداية أشار عبد الحق ميفراني في تقديمه إلى الاختيار الموفق للجنة المنظمة لموضوع الندوة، وكذا إلى المكانة التي يحظى بها المحتفى به المسرحي المسكيني الصغير في المشهد المسرحي المغربي والعربي. بعد ذلك قدم المسكيني الصغير مداخلة تتسم بطابعها الإشكالي، مركزا على ثلاثة نقاط، وهي: ماهية الدراما/المسرح، والتواصل والحوار، وتنمية الكفاءات. فأشار إلى أن المسرح كان ولا يزال يثير فضول المتلقي وبخاصة الطفل، حيث تتجلى عوامل الإيهام المسرحية المثيرة التي تثير لديه ردود الفعل السريعة بالإضافة إلى تحقيق المتعة، وأكد أن دراما الطفل أساسية في تحقيق التواصل عن طريق الحوار، وأن الفعل الدرامي من شأنه أن يقوم بتنمية الكفاءات المطلوبة من خلال تنوع الأشكال الدرامية. كما أكد أن المسرح آلية تربوية لها دور في إعداد الطفل داخل وخارج المؤسسة التعليمية. أما مداخلة الدكتور محمد الصبان فركزت على أهمية التواصل في مسرح الطفل، والدور التربوي الذي يلعبه، ثم انتقل إلى الحديث عن مسرح المسكيني الصغير الذي ارتبط اسمه بنظرية المسرح الثالث، مركزا على مسرح الطفل ضمن تجربته، ومقاربا الجانب التواصلي في بعض مسرحياته الموجهة للطفل. واتخذ الدكتور المعتمد الخراز في مداخلته، التي اهتمت بالجانب التربوي في مسرح الطفل عند المسيكني الصغير، من عمليه "مدينة العصافير" و"محاكمة حطاب"، منطلقا له، مركزا في البداية على المقدمة التي وضعها المسكيني لعمليه، معتبرا إياها مدخلا أساسا لقراءة النصوص المسرحية، وقد ركز الباحث على سمة المواءمة في الخطاب النظري عند المسكيني الصغير على مستوى الكتابة/العرض والتلقي، بعد ذلك رصد المعمتد الخراز أهم الجوانب التربوية في مسرحيات المسكيني الصغير، مثل التربية على البيئة والعمل والتعاون والحفاظ على الهوية وصيانة التراث. وبالإضافة إلى الندوة الفكرية التي خصصت للمسكيني الصغير، نظمت ضمن فعاليات الملتقى حلقة للنقاش في موضوع "فنون العرائس في السينما والمسرح" شارك فيها الدكتور رشيد أمحجور والباحث والناقد سالم كويندي، وساهم فيها بالتعقيب والنقاش المسرحي المسكيني الصغير، والباحث في مسرح الطفل الأستاذ مصطفى الستيتو، والدكتورة نهاد المودن، والفنان التونسي منير الشابي. وعرف الملتقى تنظيم عدد من الورشات أطرها الفنان المصري فادي فوكيه غطاس، والفنان المغربي عبد اللطيف العسال. ونظمت العديد من العروض المسرحية الموجهة للطفل، حيث قدمت شركة الوليد للإنتاج والتوزيع الفني من تونس عرضا بعنوان "غضب الألوان"، وفرقة فرع المنظمة الوطنية لفناني مسرح العرائس بمرتيل عرضا بعنوان "معزوفة آخر الليل"، وفرقة كواليس من الدارالبيضاء عرض "الأمير الصغير"، وقدم مركز العالم الفني بتطوان لوحة فنية من التراث الفلامينكو، وفرقة علاء الدين للمسرح بفاس عرض "أبو فطنة والشيطان"، وفرقة ستيلكوم من الرباط عرض "سلمى سليم والفضائي". كما قدمت عروض بهلوانية ولوحات فنية وموسيقية وتراثية من قبل فرقة كرنفال الحمراء بمراكش وفرقة الشعلة الفنية بطنجة ومؤسسة أبناء أبي القاسم بتطوان وفرقة فتيات السلام للحضرة بشفشاون، وعروض تنشيطية لجلال بيبيطو والجويليلي، ومشاركة غنائية للفنانة الصاعدة "لينة حمزي". وتجدر الإشارة، إلى أن ملتقى مرتيل 13 لمسرح الطفل نظم بشراكة مع مجلس جماعة مرتيل وعمالة المضيق-الفنيدق وبدعم من وزارة الثقافة ووكالة إنعلش وتنمية الشمال ومجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة.