الدورة 13 تكرس فرادة فيستيباز وتقدم الجديد يعود النبض إلى قلب قصبة بني عمار بعد تأكيد "جمعية إقلاع للتنمية المتكاملة"، تنظيم الدورة 13 من مهرجان بني عمار زرهون FestiBaz، في الفترة الممتدة من فاتح إلى خامس ماي المقبل، وبذلك يعود هذا الموعد الذي ركب الصعب طيلة سنوات بسبب تقتير يد الدعم في مده بما يلزم من امكانيات مالية ليتنفس مثل عدد كبير من المهرجانات المنتشرة في مختلف ربوع المملكة. وكان لتأجيل الدورة 13 التي سبق أن برمجت من قبل ما بين 11 و13 غشت من العام الماضي، تأثير طفيف على برمجته من خلال تأجيل استضافة الفنان العربي الكبير مارسيل خليفة الذي يغيب لأسباب أسرية قاهرة، وتغتنم إدارة المهرجان المناسبة الأليمة لتقديم أحر التعازي للفنان في وفاة شقيقته، كما تكتب بحبر من فخر حلوله ضيف شرف على الدورة المقبلة رقم 14. وباستثناء تأجيل استضافة مارسيل خليفة وبالتالي تغيير السهرة التي كان سيحييها، بسهرة إفريقية بمشاركة فرقة أوال أفريقيا (Groupe Awale Africa) من الكوت ديفوار، وفرقة مباري مبا (MBARI MBA) للفنون الكناوية، فقد حافظت إدارة المهرجان على أهم ملامح البرنامج الذي تم الإعلان عنه في المرحلة السابقة قبيل القرار الاضطراري لتأجيل الدورة 13 من غشت 2023 إلى ماي 2024. ويبقى عريس المهرجان بدون منازع هو الكائن الخدوم جدا، الحمار، وهو حاضر طبعا في دورة ستخصص له كما العادة فترة زمنية مهمة من خلال الكرنفال الشهير عالميا والذي جعل من "الجائزة العلمية للخيول" تحط الرحال بقرية بني عمار وتمنح لمهرجانها سنة 2014، كما دخل من الباب الواسع ليصبح تراثا وطنيا لا ماديا، بعد تصنيفه من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل عام 2018، لكن جديد الاحتفاء هذه السنة بهذا الكائن الجميل، سيكون ايضا من خلال عرض مسرحي مثير لاحد رواد المسرح المغربي الفنان القدير عبد الحق الزروالي. الدورة الجديدة التي ينتظرها سكان القصبة والمناطق المجاورة ومعهم عموم الرأي العام المغربي وعشاق المهرجان في الخارج، أبقت على شعارها البليغ والدّال جدا الذي اختارته للدورة 13 وهو "الأمل… ازدهار الجبل"، وفيه إحالة على رغبة المنظمين في أن يكون المهرجان في خدمة الأهداف الرئيسية التي من أجلها رأى النور قبل أزيد من 20 سنة، وهي أهداف تتمثل في خدمة المنطقة والمساهمة في تنميتها والتعريف بها والرفع من مستوى معيشة سكانها من خلال جعلها قبلة سياحية، والتحسيس بمدى الفروقات الشاسعة التي تجعل البون عريضا جدا بين المناطق القروية ونظيرتها الحضرية. هكذا إذا، يضرب مهرجان بني عمار موعدا لعشاق الأصالة والعمل الجاد، وأيضا موعدا لمختلف المنابر الإعلامية الوطنية والدولية، بمختلف تشكيلاتها ورقية والكترونية ومرئية ومسموعة، وهو ما عاشته الدورات السابقة من خلال حرص قنوات تلفزيونية ووكالات أنباء عالمية على حضور فعالياته وتغطية انشطته خاصة تلك المتعلقة بكرنفال الحمير، الذي كان بصمة التميز أولا للمهرجان وعربون عرفان ثانيا لأكثر كائن خدوم للإنسان. وتتوزع فقرات برنامج الدورة 13 من المهرجان بين شتى الاهتمامات، منها أوراش ستعمل على تهيئ فضاءات استقبال المشاركين والفعاليات، وأيضا فقرة "ألوان بني عمار" بمشاركة نخبة من الفنانين التشكيليين، وتشمل رسم جداريات في مواقع مختلفة من القصبة، ليكون على بعد مسافة زمنية قصيرة الافتتاح الرسمي للموعد الأثير الذي يترقبه الجميع منذ أن تم إعلان التأجيل. البرنامج الحافل للمهرجان يتجول بنا في الفكر من خلال ثلاث ندوات كبرى يشارك فيها نخبة من الخبراء والاكاديميين والادباء، كما يتضمن عروضا للتراث المحلي متجسدا في فنون الشارع، كانفتاح على المحيط دون حاجة إلى فضاءات اسمنتية، الورشات حاضرة أيضا، وذاكرة المقاومة في المنطقة خصصت لها إدارة المهرجان فقرة سيتم خلالها عرض شريط وثائقي حول معركة نزالة بني عمار ضد المستعمر الفرنسي، وشريط آخر عن صور حية لساكنة بني عمار وهو من انتاج مغربي فرنسي، وللكتاب نصيب في هذا الموعد الوازن بتوقيع إصدارات حديثة. السهرات الغنائية لها بصمتها الخاصة جدا وتتجلى في سهرة افتتاح متنوعة يحضى فيها فن الملحون بحصة الاسد احتفاء بتسجيله من طرف اليونيسكو تراثا انسانيا لاماديا، إضافة إلى السهرة الافريقية وسهرة الاختتام، كما يتوقف المهرجان عند لحظات العرفان من خلال تكريم عدد من الشخصيات البارزة الصديقة لقصبة بني عمار ومهرجانها الشهير. وحرصت إدارة المهرجان المنظم بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل وجهة فاسمكناس ومسرح محمد الخامس، على أن يكون البرنامج عبارة عن مأدبة دسمة، تزينها اطباق رئيسية شتى زيادة على كرنفال الحمير الذي تشارك في تاطير برنامجه جمعية الرفق بالحيوان والمحافظة على الطبيعة، حيث حافظ على أهم ملامحه منذ تأسيسه إلى اليوم، مع وجود الجديد على مستوى المعارض، وايضا فضاء الالعاب الذي سيوفر للطفولة القروية بالمنطقة فرصة غير مسبوقة للعب والترفيه طيلة أيام المهرجان في "قرية الالعاب"، وستعمل الجمعية المنظمة على الكشف عن تفاصيل كل هذه الانشطة والفعاليات من خلال بلاغات مقبلة. الجدير بالذكر، أن جمعية إقلاع لتنمية المتكاملة، تحرص حسب ما يتوفر من امكانيات على تنظيم أنشطة يمكن تصنيفها ضمن أنشطة القرب وتتنوع بين لقاءات وأمسيات وحملات تحسيسية ومبادرات ترافعية ذات طبيعة اجتماعية، وهي الجسر الذي يعبر بالساكنة مسافة انتظار الموعد السنوي الذي تأخر عن المعتاد هذه المرة بسبب غياب الإمكانيات المالية على وجه الخصوص التي تسمح له بالمضي قدما في تألقه المشهود له والموثق بالصوت والصورة.