شهدت إمارة دبي، بالإمارت العربية المتحدة، أيام 24،25،26،27، نونبر 2013، تنظيم احتفالية كبرى شملت فقرات برنامجها احتفال مجلة دبي الثقافية بعامها العاشر الذي سلكته في خدمة الثقافة العربية إبداعا وبحثا، وتوزيع الجوائز التي تمنحها في مجالات الرواية، والقصة القصيرة، والشعر، والمسرح، والفنون التشكيلية، والفيلم الوثائقي، والمبحث النسوي العربي، الذي كان هذه السنة من نصيب الباحثة خالدة سعيد. وقد جرى هذا اللقاء الثقافي في حفل عشاء بهيج بقاعة السفينة التابعة لفندق الجميرا بيتش أوتيل حيث يقيم الضيوف. وحضره ، إلى جانب الفائزين وأعضاء لجان التحكيم، نخبة من المثقفين والشخصيات وعموم الناس. وجلل صوت المنشدة جاهدة وهبه مكان الاحتفال بنبرته الروحية الشجية وصداه الصوفي وصفاه الكنسي وهي تغني مقاطع لأدونيس وجبران خليل جبران والحلاج ومن ترقى في مقامهم صحبة فرقة موسيقية مؤلفة من ثلاثة عازفين على القانون، والكمان والإيقاع. وفي اليوم التالي، وفي القاعة نفسها بالطابق الثاني، أقيم الاحتفال الخاص بتوزيع جوائز ابن بطوطة لدورة 2013 2014 ومرور عشر سنوات على تأسيس المركز العربي للأدب الجغرافي ارتياد الآفاق لهذه الجائزة برعاية كريمة من الأديب محمد أحمد السويدي وإشراف مكين من الشاعر نوري الجراح. وتميز الحفل بحضور نوعي للمثقفين ووسائل الإعلام والمهتمين الذين غمروا القاعة في لحظة استثنائية تسلم خلالها الفائزون الستة جوائزهم في التحقيق والرحلة المعاصرة واليوميات والدراسة. ومن بين المثقفين الذين استجابوا للدعوة: الشاعر أدونيس، والناقد محمد برادة، والروائي واسيني الأعرج، والناقد حاتم الصكر، والشاعر سيف المري، والناقد نبيل سليمان، وغيرهم ممن لم يتسع الحيز لذكر أسمائهم. وفي كلمته الافتتاحية أشار الشاعر نوري الجراح إلى الإنجازات العلمية والسردية والفنية التي راكمها المركز بفضل ثلة من الباحثين الأكاديميين والأدباء والمبدعين من مختلف الأقطار العربية. ونوه بالدور الذي يقوم به الأديب محمد أحمد السويدي في رعاية الأبحاث والدراسات والتأليف والندوات لضمان استمرار الإشعاع العلمي لأدب الر حلة على امتداد الخارطة الجغرافية للعالم العربي. وعرج على سرد الأعمال المشاركة والفائزة في الفروع المقررة للجائزة وشروط الفرز والاختيار في سياق مجتمع عربي متحول. ثم تلاه في الحديث الدكتور الطائع الحداوي ، من أعضاء لجنة التحكيم، الذي تمحورت كلمته حول جائزة الدراسات وتساءل عن طبيعة المقاربات المنهجية التي وظفها الباحثون في تناولهم للنص الرحلي. فتبين له أن هذه المقاربات يمكن تصنيفها في المقاربة السردية، والمقاربة السيميائية، والمقاربة التكوينية، والمقاربة المقارنة، ومقاربة إنتاج الصور وتمثيلها. مشددا الانتباه إلى الخلو الحاصل في نوع من المقاربات وآفاقها الممكنة في البحث كالمقاربة الشعرية، والمقاربة اللسانية، والمقاربة الأسلوبية، والمقاربة الأنثروبولوجية، والمقاربة التلفظية، وما شابهها على سبيل التمثيل لا الحصر. كما توالى على المنصة باقي أعضاء اللجنة، حيث ألمح كل من الدكتور عبد النبي ذاكر والباحث مفيد نجم إلى فرع من فروع الجائزة الأخرى. وبعد توزيع الجوائز على الفائزين ومختصر كلماتهم قدمت للشاعر سيف المري، المدير العام ورئيس تحرير مجلة دبي الثقافية المنحوتة الرمزية لابن بطوطة التي عمل على صوغها الفنان عاصم باشا. ولم يفت سيف المري أن يؤكد، بالمناسبة، بأن الرحلة هي المبحث الذي يلتقي فيه الأدب بالعلم وتتشابك فيه السياحة والأدب والجغرافيا وشتى صنوف المعرفة. وقام الوفد بزيارة استطلاعية لمقر مؤسسة دار الصدى للصحافة والطباعة والنشر والتوزيع والإعلان. وهي مؤسسة جامعة تصدر كوكبة من المجلات منها مجلة دبي الثقافية. واطلع الضيوف على سير العمل والمرافق الحيوية للدار وتعرفوا إلى الطاقم التقني والفني العامل بها. وانتهت الزيارة باستقبال خصصه المدير العام لأعضاء الوفد في مكتبه حلاه بتفاوض في الحديث عن كيفية تطوير المجلة وتقديمه لنبذة عن إمارة دبي وتاريخها ومقاومتها للاستعمار وتبنيها لمشاريع التنمية في الإعمار والتمدين والتحديث. ومن لطائف الزيارة تزامن فعالياتها الثقافية مع حصول دبي على استضافة إكسبو 2020. وكان مسك الاحتفالية في صورة عشاء على ظهر عبارة فوق مياه خور دبي بقرية البوم السياحية. وقد أثث هذا الفضاء الليلكي صوت الشعراءالذي صدحت به حناجر قصائدهم والزجل النبطي؛ قبل أن تقفل مطالع الشوق منشدتنا البهية جاهدة وهبه بوشاحها الأسود بشذرات من نصوص سعيد عقل وغونتر غراس عل خلفية الأنوار المتلألئة في غور الماء: لا تشرب من البحر فمذاق البحر يصبو إلى المزيد ومن يشرب من البحر سيكون ظمآنا إلى المحيطات وحدها.