في مناخ ثقافي باذخ، حضره عشاق الكاتب من مدن مكناس والرباط والقنيطرة والمحمدية إلى جانب جمهور مدينة مولاي إدريس زرهون، التقى المهتمون بالرواية والفكر والأدب عموما مع شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب نهاية الاسبوع، بالأديب حسن إمامي لمناقشة تجربته الروائية ومشروعه الفكري والثقافي داخلهابالمقهى الثقافي “قصر فرعون” بمدينة مولاي لأدريس زرهون. اللقاء سيره الشاعر والاعلامي محمد بلمو عضو المكتب الوطني للشبكة الذي ابتدأه بكلمة ترحب بكل الحضور الكريم، وأهمية حدث تأسيس ملتقى ثقافي بالمقهى الثقافي الجديد “قصر فرعون”، بعدها أعطى الكلمة لصاحب المقهى السيد نجيب الداودي الذي قدم ورقة ترحيبية معبرة عن الاهتمام والإصرار على المضي في الفعل الثقافي الهادف وتشجيعه قدر الإمكان. كانت المداخلة الأولى للناقد إدريس زايدي حول رواية باب القصبة، عنوانها ب”الامكنة وصناعة التاريخ أو ضيق المكان وسعة الذاكرة”. وهي قراءة اهتمت باشتغال الكاتب حسن إمامي حول المكان وجمالياته لدرجة أصبح معها عنصرا حيا بذاكرته وتاثيره في أحداث ونفسيات وشخصيات الرواية. المداخلة الثانية قدمها الناقد والقاص محمد ادارغة، تناول فيها سحر جبل زرهون وذاكرته التاريخية ثم أهم اشتغالاته حول تجربة حسن إمامي الروائية، ملاحظا ذلك التطور الذي حصل والتنوع الذي يقع بين متن كل رواية وآخر قبل أن يلج عوالم رواية “بحيرة العشق اللازوردي” وأهم الانشغالات الموضوعية الموجودة فيها، وطبيعة الشخصيات وتداخل الوظائف الاجناسية والحوارية التي رافقت رحلة الشخصية الرئيسية سعاد مع توزع الاماكن الجغرافية التي تضمنتها الرواية. اشتغال نقدي ساهم فيه الجرد الاحصائي والتحليل الرمزي المرتبط به، اشتغال يأخذ صفة الخصوصية التي يتميز بها منهج الناقد محمد إدارغة في جل دراساته. ولعل ما دأب عليه الناقدان من دراسات حول أعمال روائية سابقة للكاتب حسن إمامي جعل شغف التناول متميزا بنسقية تربط وتقارن وتلاحظ التميز والتطور كما الجديد الذي يطرحه حسن إمامي في رواتيه الجديدتين: “باب القصبة” و”بحيرة العشق اللازوردي”. بعد ذلك فتح المجال لتدخلات الحضور المتميز والمهتم بالشأن الثقافي والأدبي التي تناولت مميزات الكتابة الروائية عند حسن إمامي مع تفاعل جمالي ساحر أخذ طابع شهادات وفاء وقراءات رمزية للعنوانين والغلافين ورحلة التطور بين عتبات وعناوين وفقرات الكتابة السردية عند الكاتب. وقبل حفل التوقيع لنسخ من العملين الروائيين تناول الكلمة الروائي المحتفى به والذي شكر الحضور وشبكة المقاهي الثقافية بالمغرب وصاحب المقهى، ثم تفاعل مع القراءاين النقديتين وتدخلات الحضور، بما يسجل الشكر والامتنان والحب والوفاء وثقافة الاعتراف والتقدير لكل الاساتذة، قبل أن يتكلم عن المشروع الثقافي الذي يجعل من الكتابة رسالة حضارية هدفها النهوض بالإنسان والمجتمع، وبالذوق ورؤية الحياة. على أن جهده دائما تصحيح الاخطاء السابقة واستفادة من توجيهات محيط أصدقائه وصديقاته في الوسط الأدبي والثقافي والاجتماعي. وفي حاجة مدينة مولاي إدريس زرهون للنهضة والتنمية تكون اعمال الروائي حسن إمامي محاولة لحفظ الذاكرة وتوثيق التاريخ والتحفيز على الاهتمام بتنمية شاملة هي هدف كل مشروع مجتمعي سليم. ومن هنا وجه رسالة هامة بضرورة إنشاء متحف ورواق يحفظ ذاكرة المدينة والمنطقة بصورها الحضارية والثقافية المشعة.