انطلقت صباح أمس الثلاثاء من الخزانة الوسائطية التابعة للمجمع الشريف للفوسفاط بخريبكة، المرحلة الأولى من برنامج المخيمات الصيفية برسم السنة الجارية في نسختها السادسة، والذي تنظمه ACT4COMMUNITY بشراكة مع عدد من الجمعيات التي تعمل في مجال التربية التخييم في الإقليم. وتوافد على الفضاء، فيض من الأطفال فرحين مسرورين كالعصافير، عمرهم بين 8 و 15 عاما، حجوا إلى الفضاء بنظام وانتظام، وبعدها إلى مخيماتهم، حيث سيقضون هنالك احلى اللحظات تحت شعار “من أجل مخيم نموذجي”. وتشمل هذه المرحلة، التي تمتد لنحو أسبوعين، 600 طفل وطفلة أغلبهم من الوسط القروي، وذلك في مبادرة راقية من(اكت فور كومينوتي) لفتح باب الحلم والمتعة على صبيان تلك الربوع المحرومة لاكتشاف العالم، وتكوين شخصيتهم والانفتاح، والتعلم والتربية والخلق والإبداع. وبجماعة بئر مزوي، وتحت إشراف جمعية الطفولة والشباب، وبالتنسيق مع جمعية الشروق للثقافة والتنمية، بدا بعض من أطفال دوار أولاد الصغير والمركز، في ذلك الصباح سعداء، وهم يتلقطون صورا للذكرى مبتسمين، متشوقين، لرؤية البحر لأول مرة، حيث سيسبحون على ضفاف شاطئ الهرهورة ضواحي الرباط، ويستفيدون من برامج بيداغوجية وتربوية وترفيهية مكثفة، يتفاعلون ويندمجون من أقرانهم، بروح التسامح والتربية والخلق والمحبة. وكانت (اكت فور كومينوتي) قد نظمت بمركز خريبكة سكيلز سابقا، لقاءات مكثفة مع المعنيين والجمعيات المستفيدة من برنامج التخييم، أطرها عدد من الخبراء في مجال التخييم، وذلك بهدف جعل مخيم 2019، مخيما نموذجيا وناجحا بكل المقاييس، يعود بالنفع والخير والاستفادة على ما يقارب 2000 مستفيد ومستفيدة في مختلف مراحل البرنامج. ويأتي برنامج التخييم 2019 ل(اكت فور كومينوتي)، الساعي لتنمية وتطوير القدرات الفكرية والثقافية والتربية على المواطنة وروح العمل الجماعي والتشاركي، والاعتماد على النفس، وضمان حق الأطفال المنحدرين من فئات هشة في العطلة والتخييم واللعب والترفيه والاستجمام، ليتمم برامج فعالة وقوية وناجحة لهذه المبادرة التطوعية الراقية، التي أطلقها مؤخرا المجمع الشريف للفوسفاط كمؤسسة مواطنة، شملت المجال الرياضي خلال شهر رمضان الماضي، فضلا عن مبادرات أخرى، همت المجال الفني والثقافي والاجتماعي والتضامني، وذلك بهدف تكريس ثقافة القرب من المجتمع خاصة في العالم القروي، والمناطق النائية، والإنصات لطموحاته وانشغالاته، والمساهمة الحقيقية في التنمية بمختلف أشكالها. يشار إلى أن برنامج السنة الماضية، شهد استفادة 1869 طفل وطفلة، ينتمون ل 16 جماعة، 80 في المائة منهم يشاركون لأول مرة في المخيم ينتمي أغلبهم إلى العالم القروي. أشرفت عليهم 43 جمعية، و 180 إطارا تربويا متخصصا في التخييم، رهانا منهم، لجعل المخيم فضاء للتربية على المواطنة والتعلم وتكوين الذات وتنمية القدرات المهارات.