أمام جمهور وازن من المثقفين والأدباء والفنانين والمبدعين، قدمت فرقة مسرح سيدي يحيى الغرب عرضا جديدا لمسرحية ” رماد… يقين” يوم السبت 4 ماي 2019 مساء، ضمن فعاليات النسخة الثامنة من الملتقى الوطني الثامن للمقاهي الثقافية الذي نظمته شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب، بدعم من وزارة الثقافة والاتصاال- قطاع الثقافة، أيام الثالث والرابع والخامس من شهر ماي الجاري بقاعة العروض بدار الشباب النور، بيعقوب المنصور. وخلال عرض مسرحية “رماد… يقين”، يمكن القول أنّ المخرج طارق بورحيم، قد أبدع في تكسير الجدار الرابع، كتقنية مسرحية ظهرت مع مسرح “بريشت” (أو ما سمي بالمسرح التحريضي)، استعملتها الفرقة لإشراك المتلقي في الفعل الدرامي، بما يشي أنّ المخرج منفتح على المسرح ممارسة ونظرية. كما اعتمد العرض على الشاشة داخل العرض المسرحي، في نوع من المزاوجة بين السينما أو الصورة والأداء الدرامي على الرُّكح، بما يُفيد قابلية امتزاج الفنون وتداخلها، أو تعدّدها في الفضاء نفسه. لقد توفق المخرج حقا في خلق انسجام الجمهور مع المتن المسرحي، بعلاقة بعيدة عن التكلف والتصنع، وحتى التمثيل أحيانا. أما الممثلون فقد كانوا ممثلين وشعراء في آن واحد؛ حيث أبدعوا في عرض مسرحي “مُشَعْرَن” بلغة عربية فصيحة، رمزية ورامزة، ومُطعّمٌ باللهجة الدارجة في بعض المشاهد، مما انبثق عنه جو فني متكامل ومتبادل بين الذوات الراسلة والذوات المتلقية؛ إذ تماهى الحاضرون مع العرض المسرحي، لما تميّز به من ابتكار للصيغ المغايرة والمعاصرة للتأويل الجمالي، وتفاعلوا معه بشكل إيجابي واستحسنوه شكلا ومضمونا، وتمتعوا بجماليته اللغوية وبمضامينه الفكرية والفلسفية القوية. المسرحية مستوحاة من ديوان “رماد… اليقين” للشاعر والإعلامي محمد بلمو، ويتكون طاقمها من الفنان المبدع طارق بورحيم مخرجا ودراماتولوجيا، تمثيل كل من حمزة بومهراز، أحمد البرارحي، سعاد أيت أكدور، علي بومهدي، بدر التايكة. سينوغرافيا ناصر الإدريسي كنون، تصوير أنور حريبلة، المحافظة، محمد أصطاف. التواصل والإعلام، بوعزة الخلقي. المؤثرات الصوتية، التهامي خلوق. إدارة الإنتاج سناء. يعتبر هذا العرض لمسرحية “رماد… يقين”، النسخة التاسعة في مسار جولة مسرحية، همت فضاءات مختلفة (مؤسسات تعليمية، مقاهي ثقافية، قاعات عروض، دور الشباب)، وستحط الرحال في محطّتها القادمة بمدينة أبي الجعد، التابعة لتراب إقيلم خريبكة، في أفق استمرار رحلتها في مدن أخرى مغربية، عربية وأوربية وأمريكية حتى. يذكر أ، قاعة دار الشباب النور قد احتضنت صباح نفس اليوم لقاء موسعا بين المكتب الوطني للشبكة، ومنسقي المقاهي الثقافية، تطرق فيه الحاضرون لمسار تجربة المقاهي الثقافية بروح نقدية متفائلة، بهدف تجويد وتطوير وتوسيع التجربة المتميزة، واختتم اللقاء بقراءات شعرية لمبدعي الشبكة مع تكريم بعض الفعاليات الثقافية والإعلامية.. الجدير بالذكر، أن النسخة الثامنة من الملتقى الوطني للمقاهي الثقافية قد توجت بالنجاح، بحضور ومشاركة منسقي أزيد من 35 مقهى ثقافي وأدبي من مختلف ربوع المملكة المغربية. وعلى هامش الملتقى، وبالمناسبة نفسها، عرض الفنانون محمد لحميدي وعبد الجبار بلشهب، وإدريس ماطو وإيمان فرحاتي لوحاتهم التشكيلية بقاعة با حنيني. وتضمن البرنامج الافتتاحي، الذي تميّز بكلمة وزير الثقافة والاتصال السيد محمد الأعرج، ألقاها نيابة عنه السيد حسن الوزاني مدير الكتاب والمخطوطات بقاعة باحنيني حفلا فنيا بهيجا، شارك فيه كل من جيل الغيوان الرقراق، والفنان محمد انفينيف ومجموعة بولا بولا، والفكاهية دليلة ناصر، وعازف العود عزالدين علاء الدين والثنائي الساخر حميدة وكبيدة.