بعد النجاح الذي حققه في الدراما التلفزيونية، يستعد المخرج المغربي ياسين فنان للعودة إلى عشقه الأول السينما، بثاني فيلم روائي طويل يعزز به مساره االسينمائي، خصوصا أن تجربته الأولى “كاريان بوليوود”، حصدت العديد من الجوائز من بينها جائزة لجنة تحكيم مهرجان مالمو للفيلم العربي بالسويد. ويتطلع فنان للعودة بقوة إلى الشاشة الفضية عبر فيلم سينمائي يحمل مقومات العمل الناجح، سواء على مسوى الإنتاج والتقنيات المستعملة، أو الموضوع والكتابة السينمائية، أو الشخصيات التي يتعامل معها فنان بعمق. وكما في أعماله التلفزيونية، التي يصلح أغلبها للسينما، خصوصا بعض حلقات سلسلة أفلام “ساعة في الجحيم” التي حصلت على العديد من الجوائز من مهرجان القاهرة للإعلام العربي، سيبقى ياسين فنان في عمله الجديد قريبا من الحياة اليومية للمشاهد ومن همومه ومشاكله، لأنه يرى بأن الفن ما هو إلا مرآة للمجتمع، وبالتالي فإنه يسعى إلى نقل ما يقع في المجتمع بطريقة فنية تحترم معايير العمل السينمائي وذكاء المتلقي أيضا. ويسعى فنان من خلال فيلمه الجديد إلى إبراز مهاراته الفنية، التي اكتسبها على مدى أزيد من 10 سنوات من التجارب الناجحة بدءا من سلسلة “ساعة في الجحيم” (2008) التي تعد أفضل ما أخرج ياسين فنان مع رفيق دربه محمد علي المجبود، إن لم نقل إنها من أقرب أعماله التلفزيونية إلى السينما، سواء من حيث الموضوع أو التقنيات المستعملة، فهذه السلسلة استطاعت أن تخرج القناة الأولى من الرتابة، وتقرب الشباب منها بفضل مقاربة مشاكلهم وهمومهم عبر سيناريوهات من إبداع شباب. ومن خلال مسيرة فنية لافتة مع الدراما التلفزيونية، دشنها سنة 2010 ب”العقبة ليك” مسلطا الضوء على موضوع العنوسة، وواصلها ب”بنات لالة منانة” بجزأيها الأول والثاني 2012/2013، الدراما الاجتماعية التي حققت نسب مشاهدة عالية وساهمت في إبراز جمال الزي المغربي التقليدي والعمران، كما عرف بمدينة لم يكن المغاربة يعرفون أي شيء عنها، فجر ياسين فنان مواهبه الفنية، قبل أن يثبت بأنه عراب الدراما الرمضانية المغربية بأعمال أخرى ستأتي لاحقا ويتعلق الأمر بالدراما الموسيقية “زينة” 2014 التي شدت انتباه المشاهد المغربي وصرفته عن الدراما الأجنبية، ليواصل نجاحه السنة الموالية 2015 ب “وعدي” السلسلة التي أنقذت القناة الأولى وجعلتها تتفوق على القناة الثانية بنسب مشاهدة عالية لم تحققها من قبل. بعد “وعدي” بجزأيه الأول والثاني (2015/2016)، سيواصل فنان نجاحه ويثبت ريادته عبر سلسلة “حياتي” (2017)، ثم ينحت اسمه في سجل الدراما المغربية سنة 2018 بعملين متميزين بشهادة المشاهدين والنقاد هما “قلوب تائهة”، و”الوجه الآخر”، الذي وصفه الناقد السينمائي والفني مبارك حسني ب”مسلسل درامي جديد يزيد من الحضور الفعلي لدراما مغربية صارت حقيقة تلفزيونية خالصة، وشيدت لها وجودا في البرمجة يصعب أن يزول، ما دام هناك إنتاج متواتر وطلب عليها. دراما لها لغتها الخاصة كما تستعين باستعارات من الدراما المشرقية والغربية”. ورغم اشتغال ياسين فنان بالمسرح والتلفزيون وتألقه فيهما، إلا أنه يؤكد بأن عشقه الأكبر هو السينما، التي دشنها سنة 2004 بثلاثة أفلام قصيرة هي “قميص أبيض وربطة عنق سوداء و”Danger MAN”، وThe Futur is NOW ، ليتوقف بسبب ظروف إنتاجية وينخرط في مشروع “فيلم أندستري” لنبيل عيوش، حيث أخرج أفلام “العودة إلى الجحيم”، و”شجاع تحت أرض أكادير”، و”الهيكل العظمي” بميزانية متوسطة. وفي سنة 2014 أخرج شريط روائي طويل “كاريان بوليوود” الذي حقق نجاحا مهما بالقاعات السينمائية، وتم عرضه في “نبضة قلب” بالمهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته 14. قبل أن يتم تتويجه في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة في دورته ال16 بجائزة أول عمل، وجائزة ثاني أحسن دور رجالي للممثل عادل أبا التراب. كما فاز بالجائزة الخاصة بلجنة تحكيم مهرجان مالمو للأفلام العربية بالسويد.