صدر عن مؤسَّسة ناجي نعمان للثَّقافة بالمجَّان كتابُ "بوح في زمن اللاَّبوح" للشَّاعر الجزائريّ عبد الله التَّواتي. وكان التَّواتي نالَ إحدى جوائز ناجي نعمان الأدبيَّة لعام 2011 (جائزة الإبداع). تُزيِّنُ غلافَ الكتاب لوحةٌ للفنَّان التَّشكيليِّ المُبدِع حسن جوني، ويتضمَّنُ مقدِّمةً لمرسال الأشقر، أمينة سرِّ المؤسَّسة، جاء فيها: "التَّواتيُّ مُخلِصٌ لجُذوره كإخلاصه لحبيبتِه. وهو، لَئِن لم يَرَ، بَعدُ، الوطنَ العربيَّ يعيشُ سلامًا حقيقيًّا من خلال حكَّامٍ أوفياء، ما زالَ على إيمانِه بالشُّعوب العربيَّة، ونُصرتُه تلك الشُّعوب فوقَ أيِّ اعتبار. وكما مع الوطن، كذا هو مع الحبّ: مُعَذَّبٌ في تفاؤل، إلَّم يستَطِعِ الالتِقاءَ بحبيبته والاندماجَ بها، تألَّمَ في صمت، من دون أنْ يقطعَ الأملَ بلقائها، ولَو في حياةٍ ثانية". وأمَّا ناجي نعمان فيقولُ في الكتاب وصاحبه: "عبد الله التّواتي، في كتابه الأوَّل من ضمن سلسلة "الثَّقافة بالمَجَّان"، يشغلُه العِشقُ والوطنُ، وما إليهما. في كلماته واقعيَّةٌ وحزن، وبين أحرفه الأمَل. وهل من حياةٍ من دون الأمل؟ عبد الله التّواتي، للمرَّة الأولى، بالمَجَّان: فَلْنَسْتَمْتِعْ شِعرًا، وَلْنَفْتَحِ الآفاقَ فِكرًا، وَلْيَعِشْ شِعارانا القائِلان: "الثَّقافةُ، الحرَّةُ والمُنفَتِحَةُ، تَصنعُ السَّلام" (1969)، و"الثَّقافةُ لا تُشرَى ولا تُباع" (2004). وأمَّا عبد الله التَّواتيّ فشاعرٌ جزائريٌّ، من مواليد منطقة مسعد (ولاية الجلفة - الجزائر) عامَ 1963. يعملُ في التَّدريس، وقد أصدرَ ثلاث مجموعات: "من القلب"، "أوجاع"، "وطنيَّات". وأمَّا مؤسَّسةُ ناجي نعمان للثَّقافة بالمجَّان، وهي جمعيَّةٌ من جمعيَّات المجتمع المدنيّ، ولا تبغي الرِّبح، فقد وُجِدَت مؤخَّرًا لتضمَّ أنشِطَةَ ناجي نعمان الثَّقافيَّة المجَّانيَّة المُنطَلِقَة منذ عام 1979، وتلك الَّتي قد تليها، على أن تُشاركَ فيها نخبةٌ من رجالات الثَّقافة ونسائها عبرَ العالَم، وبحيث تؤمَّنُ للثَّقافة بالمَجَّان الاستِمراريَّةُ والتَّوسُّعُ والانتِشار، أكثرَ فأكثر، وتؤمَّنُ، بالتَّالي، خدمةُ أهل القَلَم بنَشر أعمالهم، ولاسيَّما خدمةُ القرَّاء بوَضع المَزيد من الأعمال المَنشورة بين أيديهم، إلى استِمراريَّة تَفعيل الأنشِطَة الثَّقافيَّة المَجَّانيَّة الأخرى، وتوسُّعِها وانتشارِها (من مِثل الجوائز الأدبيَّة في النِّطاق العالميّ، أكشاك الكُتُب المجَّانيَّة للعُموم، الصَّالونات الأدبيَّة والثَّقافيَّة، المكتبات العامَّة المتخصِّصَة بالأعمال الكاملة...).
من الكتاب نقرأ: لا إخالُ امرأةً حباها اللهُ جمالاً مثلكْ... / لا إخالُ في الدُّنى بَشَرًا يراكِ ولا يشتهي وصْلَكْ... / يا أَجملَ من قمر يزيلُ ظلام ليلٍ أَحْلَكْ... / يا امرأة، تتهاوى القصائدُ أَمامَ جمالِها / تتلاشى إِذا ما أَرادَ الشعراءُ وصفَكْ... / إِني إِذا ماتَ مَنْ مَاتَ في أَراضيكِ / سأَقول: جمالُها الفتَّانُ أَهْلَكْ...