استمتع جمهور مهرجان "موازين-إيقاعات العالم"، في شوارع الرباط، بإيقاعات ساحرة ورقصات أخاذة أدتها فرقتا "أقديم باتوكادا" و"أكرو المغرب"، مرتحلة به من روتين الحياة اليومية إلى فسحة فنية مفعمة بالرقص والحركية والغناء. وخطفت الفرقتان الأضواء في برنامج عروض الشارع التي تصنع الفرجة بعدد من فضاءات العاصمة الرباط، وذلك في إطار فعاليات مهرجان موازين في نسخته الثامنة عشر (21-29 يونيو الجاري). وهكذا، وبفضاء محج الرياض بعاصمة المملكة، وفي أجواء احتفالية زاهية بالألوان، وموسيقى حيوية ومثيرة تتخللها أصوات وإيقاعات مدهشة، استطاعت فرقة "أقديم باتوكادا"، التي تتألف من عشرة شبان ينحدرون من مدينة سلا المغربية، والتي شاركت في العديد من التظاهرات الثقافية والرياضية، أن تكسر بطبولها الهدوء الذي يتسم به عادة هذا الفضاء. وقدمت الفرقة، بزي متناسق وجذاب، أمام نظرات ملؤها الانبهار من مرتادي هذا الفضاء، خليطا متميزا من موسيقى السامبا والهيب هوب والشعبي والهاوس والإيقاعات السريعة التي تميز الأنغام الأمريكية اللاتينية، اهتزت على أنغامها جنبات هذا الفضاء المزدحمة. وانخرط الجمهور، الذي سار في ركب الفرقة، في محاكاة الحركات الراقصة للمجموعة في احتفالية إفريقية-لاتينية استثنائية. وبلغ صخب الإيقاعات أوجه عندما شكل الأطفال، الذين كانوا بمعية آبائهم، سلسلة بشرية قادتها هذه المجموعة، التي تتقن العزف على الآلات الموسيقية النقرية، معيدة إلى الأذهان صور كبريات الكرنفالات العالمية. وفي الجهة المقابلة، كان لمحبي "عروض الشارع"، في ساحة المنال، موعد مع فرقة "أكرو المغرب" المتألقة والمتميزة بمزجها بين فنانين لقاذفي النار وبهلوانيين وفناني الأكروبات وقارعي الطبول. واقترحت المجموعة، التي تأسست سنة 2009 بمدينة سلا، والتي تألقت في برنامج "أرابز غوت تالنت"، عروضا عبارة عن رقصات ولوحات بهلوانية، نجحت من خلالها في إلهاب حماس الجمهور. وبأزيائها المميزة وطبولها الضخمة، وحركاتها البهلوانية المستوحاة من فنون القتال الكورية ورقصات السامبا البرازيلية والفولكلور المغربي، جددت هذه الفرقة، التي شاركت في العديد من المهرجانات المغربية والدولية، صلتها بالجمهور في لحظات تفاعل تلقائية. إلى جانب هاتين الفرقتين اللتان ستهديان جمهور موازين عروضا أخرى إلى غاية 26 يونيو وبفضاءات مختلفة بالعاصمة الرباط، يضرب مهرجان موازين لعشاق هذا النوع الموسيقي الفريد موعدا مع فرقة "فنفار بلادي" التي ستحيي، بدورها، عروضا موسيقية حية بأكبر فضاءات الرباط من 26 إلى 29 يونيو الجاري. ويرسخ مهرجان موازين إيقاعات العالم استمرار التزامه في مجال النهوض بالموسيقى المغربية، حيث يكرس نصف برمجته لمواهب الساحة الفنية الوطنية. كما يعتبر مهرجان موازين، الذي رأى النور سنة 2001، موعدا لهواة وعشاق الموسيقى بالمغرب، حيث يقترح طيلة تسعة أيام برمجة غنية تجمع بين أكبر نجوم الموسيقى العالمية والعربية، ليجعل من مدينتي الرباطوسلا مسرحا لملتقيات متميزة بين الجمهور وتشكيلة من الفنانين المرموقين. ويقدم المهرجان الحامل لقيم السلم والانفتاح والتسامح والاحترام، ولوجا مجانيا ل 90 في المائة من حفلاته، جاعلا من الاستفادة المجانية للفرجة مهمة أساسية. وعلاوة على ذلك، يعتبر المهرجان دعامة أساسية للاقتصاد السياحي الجهوي، وفاعلا من الدرجة الأولى في مجال خلق صناعة حقيقية للفرجة بالمغرب. *و م ع