في مشهد مأساوي هزّ الرأي العام، تم العثور أمس الخميس على جثة طبيبة شابة (35 سنة) مدفونة بإحكام في منطقة حد أولاد زباير بإقليم تازة، بعد أيام من اختفائها في ظروف غامضة. الجريمة التي كشفت خيوطها تدريجيا، حملت بين طياتها تفاصيل صادمة، بدأت ببلاغ "اختفاء" وانتهت بفتح تحقيق في "القتل العمد". بلاغ من زوجها.. ثم اختفاءه القصة بدأت يوم الثلاثاء الماضي، حين توجه طبيب يشتغل بالمركز الاستشفائي الغساني بفاس إلى مصالح الأمن مرفوقا بوالد زوجته، لتقديم بلاغ عن اختفاء زوجته، وهي طبيبة أيضا في نفس المؤسسة الصحية. التحقيقات انطلقت فورا، وشملت الاستماع إلى أفراد العائلة والمقربين، إلى جانب تحليل المعطيات التقنية المرتبطة بهاتف الضحية، دون أن تفضي إلى نتائج حاسمة في البداية. لكن عنصرا مفاجئا قلب الموازين، وهو الزوج الذي غادر التراب الوطني نحو فرنسا بعد ساعات فقط من تقديمه للبلاغ، ما أثار علامات استفهام حول دوافعه ونيته الحقيقية. بقع دم.. وموقع الجريمة أمس الخميس، توصلت فرق التحقيق إلى خيط مهم، بعد تتبع آخر إشارة لهاتف الضحية، والتي قادتهم إلى منطقة قروية بتراب جماعة حد أولاد زباير. في الوقت نفسه، كشفت المعاينة التقنية لسيارة الزوج، المتوقفة في منزله، عن وجود آثار دم تعود للضحية، مما عزز فرضية تعرضها لجريمة قتل. الجثة تحت التراب بتعليمات من النيابة العامة، انتقلت فرق البحث إلى الموقع المحدد، وبمساعدة كلاب بوليسية مدربة تم العثور على حفرة حديثة في حديقة منزل الزوج. هناك، وجدت جثة الطبيبة، وعليها آثار اعتداء جسدي، تؤكد تعرضها للعنف قبل دفنها بعناية، في محاولة واضحة لإخفاء معالم الجريمة. مذكرة بحث دولية التحقيقات لا تزال جارية، والسلطات القضائية تستعد لإصدار مذكرة بحث دولية في حق الزوج، باعتباره المشتبه فيه الرئيسي، تمهيدا لتوقيفه وتسليمه للعدالة المغربية. الجريمة، التي صدمت الأوساط الطبية والحقوقية، تجاوزت بعدها الأسري لتطرح أسئلة عميقة حول العنف الخفي داخل البيوت، والثقة التي تُستغل في إطار العلاقة الزوجية.