تحتفل شعوب شمال إفريقيا برأس السنة الأمازيغية المسى بعدة تسميات منها: « ايض سكاس »، « اخف ن أسكاس » « ناير » « أسكاس اماينو »، و يحتفل بهذه المناسبة بطرائق مختلفة تختلف باختلاف المناطق، لكن أصل هذه السنة يطرح مع كل سنة جديدة العديد من التساؤلات و العديد التأويلات، و هذه مساهمة بسيطة سأعمل على تطويرها لاحقا. فيما يخص أصل السنة الأمازيغية نحن أمام ثلاثة فرضيات: 1- يرجع البعض أصل التأريخ للسنة الأمازيغية إلى سنة 950 قبل الميلاد التي تشير إلى تاريخ بداية حكم الملك الأمازيغي شيشنق/شيشونغ لمصر و بالضبط الأسرة 22 و 23، و هناك من يطرح إمكانية الأسرة 24. 2-ارتباط السنة الأمازيغية بالتقويم اليولياني نسبة إلى يوليوز القيصر الروماني ويسمى أيضا بالتقويم الروماني. و التفسير التاريخي لهذا الارتباط راجع إلى أن شمال إفريقيا كانت مستعمرة من طرف الرومان. 3- السنة الأمازيغية قديمة قدم الانسان الشمال الإفريقي، و هي سنة فلاحية بامتياز يرجع تاريخ الاحتفال بها لاكثر من 7000 سنة قبل الميلاد، سنة بداية ممارسة الإنسان الأمازيغي للفلاحة. و الفرضية الثالثة هي الأقرب إلى الصواب، نظرا لكون تاريخ ظهور الفلاحة بشمال إفريقيا كما أشرت سابقا يرجع لأكثر من 7000 سنة قبل الميلاد، و ربما أثناء التواجد الروماني بشمال إفريقيا أخذ منهم الأمازيغ التقويم الروماني القديم المسمى بالتقويم اليولياني الذي يزيد عن التقويم الميلادي الحالي ب 13 يوما، و هو ما يوافق فاتح السنة الأمازيغية. الأساسي هو أن التقويم الأمازيغي غير مرتبط بأي حدث ديني لأنه سابق للتقويمين الميلادي المسيحي و الهجري الإسلامي و كان يحتفل به قبل ظهور الدين المسيحي و الإسلامي، و الأكيد أن الأمازيغ يحتفلون بالأرض الأم المعطاء التي تجود عليهم بخيراتها و تحتضن نجاحتهم و إخفاقتهم، تعانق أفرحهم و تضمد اطراحهم. و إن تم استدخال عنصر التقويم اليولياني مستفيدين من التطور الفلكي للغير أنذاك فهو أمر محبوب، خصوصا إن كان ما أخذ من الثقافات الأخرى لا يضر بالأصل و الجوهر، بل إن عنصر الحيوية مطلوب من أجل الاستمرارية و من أجل التطوير و مواكبة مستجدات العصر، فالتاريخ الإنساني هو تاريخ التمازج بين الحضارات، و الأمازيغ لا يشكلون استثناء لهذه القاعدة، فليس عيبا أن يتم تطعيم الممارسة الأمازيغية بانجازات و اكتشافات المجتمعات المحيطة بها. يجب أن نعتز بأجدادنا و نفتخر بثقافتنا و نعمل على تطويرها و تنقيتها من أية شوائب إن وجدت، فالجمود مصيره اللاوجود!