كشف تقرير صادر عن مكتب الديمقراطية لحقوق الإنسان والعمل، التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، عن حجم التجاوزات التي تقع بمخيمات تيندوف، والتضييق الممارس ضد حرية التعبير، والقيود المبالغ فيها في مختلف مناحي الحياة، بما فيها التضييق على النشطاء والمعارضين لقيادة البوليساريو. ووفق منتدى فورساتين، المهتم بشؤون المخيمات، فإن التقرير الأمريكي تحدث عن الاعتقالات التعسفية، والاختطافات، والتعذيب الممنهج في حق النشطاء السياسيين، وصل حد إعدام بعض الشباب بسبب رفضهم المساهمة في محاربة المغرب، بعدما نقلوا الى مراكز اعتقال سرية، منها سجون وأقبية تحت الأرض، تضم مختلف أصناف التعذيب التي يندى لها الجبين تصل حد الحرق. وشدد المصدر ذاته، على أن هناك تعذيب بواسطة "تقييد الأيادي والأرجل، وملء الحفرة بالعقارب والأفاعي السامة وتركها لتنال من المعتقلين بدم بارد، إضافة إلى دفن أجساد المعتقلين في حفر مجهزة مسبقا، ما ترك رؤوسهم بارزة، وإبقاءهم على هذه الحالة الى حين موتهم ببطء شديد، نتيجة العطش والشمس الحارقة." وحمل التقرير الأمريكي مسؤولية الإعدامات والتصفية الغير قانونية للنشطاء والمعارضين الصحراويين للنظام الجزائري، الذي يحمي قيادة البوليساريو ويتواطء معها، مؤكدا عن ضرورة محاسبة المسؤولين الجزائريين على هذه التجاوزات، التي بلغت حدا لم يعد مسموحا السكوت عنه بأي شكل من الأشكال. كما تحدث المصدر ذاته، عن تحرك عاجل للحد من التجاوزات وترتيب المسؤوليات القانونية في حق المتورطين، مع ضمان متابعة عاجلة خاصة مع توفر المكتب على صور ومعطيات توثق بالدليل والبرهان ما يحدث من انتهاكات جسيمة داخل مخيمات تندوف، بمعرفة وتستر جزائري. وذكر نفس التقرير، نماذج من التعذيب الذي يتعرض له الصحراويون، من قبيل حمدي اعلي سالم الذي تم اعتقاله ورميه في جحر أرضي لعشر سنوات، وتم نقله إلى سجن انفرادي "لاقى فيه من العذاب ما لا عين رأت ولا اذن سمعت، لمدة عشر سنوات قضاها مقيد اليدين والرجلين معصوب العينين تتناوب عليه ايادي السجانين الجبناء دون كلل ولا ملل، لتفرغ حقدا قبليا مقيتا، وسما قاتلا دس في عسل التحرير والثورة الخداعة التي أكلت أبناء الصحراء تباعا، ويتمت وشردت ونكلت بأبرياء ضحوا بأرواحهم خدمة لزبانية انقلبت عليهم، وتسيدت واستأسدت وقتلت وعذبت واغتصبت، ولم يسلم منها الكبير ولا الصغير."