قال محمد سالم الشرقاوي، المدير المُكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، إنه "يخشى أن يساهم تعدد الصناديق والوقفيات في إضعاف تنسيق الدعم العربي والإسلامي المُوجه للقدس". وأكد الشرقاوي خلال مشاركته في برنامج "لقاء مع الصحافة"، بالإذاعة الوطنية، وبرنامج "لقاء المغربية"، إن التقاء إرادة قادة الأمة الإسلامية على إنشاء وكالة بيت مال القدس الشريف واعتبارها "أداة مُثلى لتنسيق الدعم للقدس"، شكل منطلقا مهما لتدبير حاجة القدس وأهلها للدعم الإنساني والاجتماعي، الذي يتكامل مع الجهود السياسية التي تبذلها المؤسسات المختصة. وأشار مدير "بيت مال القدس" بهذا الخصوص إلى المنهجية الواقعية التي يدير بها الملك محمد السادس عمل لجنة القدس، المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، التي توازن بين مساري العمل السياسي والدبلوماسي والعمل الاجتماعي الميداني، مما ينمُّ عن "فهم صحيح للتحولات المتسارعة التي تشهدها قضية القدس، كمركز مؤثر في مسار القضية الفلسطينية". وألمح الشرقاوي إلى أن تخليد الوكالة لعيدها الفضي خلال هذا العام، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس تحت شعار: "انطلاقة جديدة لترسيخ مكانة القدس ومركزها الديني والحضاري" يشكل فرصة لالتفاف الإرادات الحسنة حول هذه الوكالة التي أثبتت بالملموس، خلال مسارها المتميز، عن أن إيصال أموال الدعم إلى مستحقيها في القدس مُمكن وبشروط معقولة، وفي ظروف آمنة، بعد ترسيخ صورة المؤسسة، لدى الجميع، كآلية للعمل الإنساني والاجتماعي. وأبرز في هذا الصدد حاجة المؤسسة إلى تنويع مصادر التمويل، حتى تتمكن من النهوض بالتزاماتها والاستجابة للحاجيات المتزايدة للمقدسيين، التي تتقاطع مع "الخطة الإستراتيجية للتنمية القطاعية في القدس"، التي تُعدها المؤسسات الفلسطينية المختصة. وأعرب عن أمله في أن تتمكن المؤسسة من إقناع شركائها بالوفاء بالتزاماتها إزاء الوكالة، حتى تستطيع الاستجابة للحاجيات المتزايدة لسكان القدس جراء آثار جائحة كوفيد – 19، والأزمة الاقتصادية العالمية، في وقت توقفت فيه عدد من الهيئات الدولية عن تقديم الدعم للمؤسسات في القدس، أو باتت تفرض شروطا صعبة لقبول ملفاتها.