لم تمر تصريحات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، خلال حفل تأبين المعلم صامويل باتي الذي قتل وقطع رأسه في أحد شوارع العاصمة باريس، مرور الكرام في العالم العربي. وقال ماكرون خلال الحفل الذي أقيم في جامعة السوربون: "صمويل باتي قتل لأن الإسلاميين يريدون الاستحواذ على مستقبلنا ويعرفون أنهم لن يحصلوا على مرادهم بوجود أبطال مطمئني النفس مثله". وأضاف الرئيس الفرنسي: "لن نتخلى عن الرسومات والكاريكاتيرات وإن تقهقر البعض، سنقدم كل الفرص التي يجب على الجمهورية أن تقدمها لشبابها دون تمييز وتهميش، سنواصل أيها المعلم مع كل الأساتذة والمعلمين في فرنسا، سنعلم التاريخ مجده وشقه المظلم وسنعلم الأدب والموسيقى والروح والفكر". ووصف الرئيس إيمانويل ماكرون صمويل باتي بأنه أصبح "رمزا للحرية". وأشعلت كلمة الرئيس الفرنسي غضبا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وطالب المستخدمون بمقاطعة المنتجات الفرنسية. وأطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي في معظم الدول العربية وسم #مقاطعه_المنتجات_الفرنسيه الذي تصدر قائمة أكثر الوسوم انتشارا في هذه الدول حاصدا أكثر من 190 ألف تغريدة. فقال النائب في مجلس الأمة الكويتي، خالد محمد المونس: "رئيس "فرنسا" أعلن عن سريرته القبيحة بخلطه الأوراق وإصراره على عدم تخليه عن نشر الرسوم المسيئة لأشرف الخلق، بعد أن فقدنا الأمل في الحكومات العربية والإسلامية على الشعوب أن تلقن هذا التطرف درساً بمقاطعة المنتجات الفرنسية". ونشر المغردون قائمة بالمنتجات الفرنسية الموجودة في الأسواق العربية، ودعوا لمقاطعتها. وبالإضافة إلى الوسم الذي دعا من خلاله المستخدمون لمقاطعة المنتجات الفرنسية، أطلق ناشطون وسوما أخرى نذكر منها وسم#الا_رسول_الله ووسم #ماكرون_يسيء_للنبي اللذين حصدا أكثر من 200 ألف تغريدة. فقال عضو مجلس الأمة الكويتي عبدالله فهاد: "على قادة الدول الإسلامية أن يكونوا بقدر همّة شعوبهم ويعلنوا مقاطعة فرنسا سياسيا واقتصاديا فالتسامح والتصالح هنا يتوقف، لأن المسألة ليست مناكفة سياسية بل ولاء وبراء، أتحب أعداء الحبيب وتدّعي حبّا له ما ذاك في الإمكان وكذا تعادي جاهرا أحبابه أين المحبّة يا أخا الشيطان". واعتبر شيخ الأزهر قبل أيام أن : "وصفُ الإسلام بالإرهاب يَنُمُّ عن جهلٍ بهذا الدين الحنيف، ومجازفةٌ لا تأخذ في اعتبارها احترام عقيدة الآخرين، ودعوةٌ صريحةٌ للكراهية والعنف، ورجوعٌ إلى وحشية القرون الوسطى، واستفزازٌ كريهٌ لمشاعرِ ما يقربُ من ملياري مسلمٍ". واستنكر الأزهر حادثة طعن سيدتين مسلمتين في العاصمة الفرنسية باريس، وأدان الحادث الذي وصفه ب"الإرهابي البغيض". وفق بيانٍ له نشره الحساب الرسمي للأزهر في تويتر. وأعلن الأزهر كامل تضامنه مع السيدتين المعتدى عليهما وعائلتيهما، مشدداً على رفضه التام لمثل هذه الاعتداءات التي وصفها ب"الوحشية". وأكد الأزهر: "على موقفه الثابت والرافض لهذه الاعتداءات الوحشية، ولكل عمليات القتل أيا كانت ديانة الجاني أو الضحية، مطالبا الجميع بتبني نفس مواقف الرفض والاستنكار لكل العمليات الإرهابية دون النظر إلى ديانة الجاني أو الضحية". وشدد شيخ الأزهر: "على أن الازدواجية في التعامل مع الحوادث الإرهابية طبقا لديانة الجاني هو أمر مخز ومعيب، ويخلق جوا من الاحتقان بين أتباع الديانات، ويزيد من تداعيات الإرهاب والإرهاب المضاد بين أصحاب العقائد المختلفة". وفي الكويت أرسل رئيس مجلس إدارة اتحاد الجمعيات التعاونية الاستهلاكية كتابا إلى مجالس إدارات الجمعيات التعاونية طالب فيه بمقاطعة كافة السلع والمنتجات الفرنسية ورفعها من كافة الأسواق المركزية والفروع.