تابع عشاق الفن السابع، بالفضاء السينمائي ميغاراما بالدارالبيضاء، العرض ما قبل الأول لفيلم 'طفح الكيل' لمخرجه محسن بصري ، بحضور فنانين وشخصيات من عالمي الثقافة والفن. ويحكي الفيلم قصة إدريس، الذي يغادر قريته برفقة زوجته زهرة إلى الدارالبيضاء، حيث يقطن شقيقه (حسين) لإخضاع ابنهما (أيوب 6 سنوات) لعناية طبية، لأن الأسرة لم تعد قادرة على تحمل الألم الذي يعانيه أيوب منذ أسابيع، إلا أن الزوجين يجدان نفسيهما غير قادرين على توفير ما يلزم من المال لإجراء عملية جراحية عاجلة. وأبرز المخرج محسن بصري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا الفيلم يتطرق لمشاكل الصحة داخل المجتمع المغربي، مشيرا إلى أن هذا العمل السينمائي يلخص معاناة المجتمع المغربي في الشق المتعلق بالولوج للصحة . واعتبر أن 'طفح الكيل' هو بمثابة رسالة إلى من يهمهم الأمر، وشدد على أنه حان الأوان للقيام ب'تغيير جدري' على العديد من المستويات. ومن جانبه، عبر الممثل سعيد باي، في تصريح مماثل، عن سعادته للاشتغال مع المخرج بصري ، لأنه قبل أن يقترح عليه الدور الذي قام به (حسين) قدم له سيناريو الفيلم للاطلاع عليه وقراءته مما سهل التعامل مع الشخصية التي قدمها في هذا العمل السينمائي. وأضاف أنه اشتغل على هذا الدور بطريقة مختلفة لأن الشخصية التي قدمها في هذا الفيلم تختلف تماما عما سبق من الشخصيات التي سبق له أن أداها في أفلام أخرى، وذلك من أجل إعطاء قيمة مضافة للقصة وللرؤية الإخراجية بصفة خاصة . وفي التفاصيل فإن الفيلم ( 85 دقيقة )، يحكي أيضا قصة علي .. شاب في مقتبل العمر يرمي بنفسه من أعلى جسر جراء قصة حب فاشلة، غير أنه ينجو من محاولة الانتحار، فينقل إلى نفس المستشفى الذي يعالج فيه الطفل (أيوب)، فتنشأ علاقة صداقة بينه وبين علي وأفراد العائلة، ويصبح مصير البطلين معا بين يدي (طارق)، الطبيب المخلص لمهنته الذي فضل البقاء في بلده الأم على الهجرة إلى كندا. وبعد ذلك يصبح المستشفى هو عالم الفيلم، وتجتمع فيه قصص عديدة تكشف عن غياب العدالة في توفير العلاج للمواطنين الفقراء. ففيلم "طفح الكيل"، الذي كتب السيناريو الخاصة به ، كل من محسن بصري وسيسيل فارغافتي، هو بداية قصة، تدور أحداثها وسط أجواء صاخبة، ويبدي أبطال الفيلم استعدادهم للذهاب إلى أقصى حدود ما يستطيع الإنسان فعله لإنقاذ أقرب الناس إليهم . وشخص أدوار فيلم ثلة من الفنانين ، منهم فاطمة الزهراء بناصر، وأيوب اليوسفي، ويونس بواب، وسعيد باي، وغالية بنزاوية، وحكيم نوري، وزكريا عاطفي، ورشيد مصطفى. وستشرع القاعات السينمائية المغربية بكل من الدارالبيضاء، ومراكش، والرباط، وطنجة، وفاس، وتطوان.. في عرض هذا الفيلم الجديد ابتداء من 26 فبراير الجاري. تجدر الإشارة إلى أن هذا الفيلم تم اختياره لتمثيل المغرب في مهرجان "بوسان" السينمائي الدولي بكوريا الجنوبية (أحد أهم المهرجانات السينمائية بآسيا)، وفي المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش الدولي (أهم مهرجان بإفريقيا) . وخلال عرضه بمختلف المهرجانات الدولية (بمصر والأردن وفرنسا وبلجيكا والسويد…) نال جوائز مهمة، وترك انطباعات جيدة في أوساط النقاد والجمهور على حد سواء بفصل راهنية موضوعه .