في أبريل من العام 2009 تم توقيفي بمطار الهواري بومدين لمدة 48 ساعة رفقة الزميل هشام المدراوي، وطبعا في ظروف لا إنسانية مع المهاجرين غير الشرعيين والمرحلين، قبل الإجبار على الرجوع للمغرب في أول طائرة للخطوط الملكية المغربية. أذكر أنه وبمجرد الوصول لشرطة ختم الجوازات خاطبني الشرطي العسكري، بالقول (نتا صحافي مغربي، وتشتغل فجورنال اسمو الصحراء، وبغيتي تدخل للبلاد..). فمالذي تغير بين 2009 و2024 مع فريق نهضة بركان الذي كان يفترض أن يلعب اليوم أمام فريق اتحاد العاصمة الجزائري، وقبلها بعقود منذ أن قرر جيران السوء، وضع حجرة في حذاء المغرب، وقسم الرئيس الراحل الهواري بومدين بتنفيذ المسيرة الكحلة بعد ملحمة المسيرة الخضراء. لتعلم جارة السوء أن مثل هذه الأعمال المتهورة والخرقاء المتكررة في حق جار حكيم ووفي وكريم اتجاه إخوته، رغم أنه أكرم لئيما فتمرد، -هذه الانحرافات المتنطعة- لن تجعلها إلا عرضة للسخرية والاستهزاء فضلا عن عزلتها المتنامية عاما بعد عام. للأسف اشتد سعار العسكريتارية الجزائرية أمام مسار تنموي ومستوى وعي إقليمي يسعى جاهدا للالتقاء على قاعة الرفاه وصون كرامة الناس وتعزيز التعاون الاقتصادي وفتح فضاءات ومجالات جديدة له من أنفاق مع أوروبا، إلى أنابيب بيترولية وطاقية تخترق وتستفيد منها عشرات الدول الإفريقية، إلى الموانئ العصرية والضخمة بكل المقاييس والأرقام، وصولا للتظاهرات الرياضية المختلفة وغيرها من خطوات النمو الحقيقية التي لن يلتفت معها العالم إلى الدول الصغيرة ذات صغائر الحسابات، فما بالك بمن ينتهج أسلوب العصابات مع أخيه في التاريخ والدم واللغة والجغرافيا والدين والمصير المشترك. أما من تحول لداعم رسمي لعصابات الاتجار في البشر وتجارة الرقيق والسلاح والتلاعب بمصير وحقوق ومساعدات مئات الآلاف من المحتجزين من دول مختلفة وتهديد أمن واستقرار المنطقة بالإرهاب والعنف..من يمتهن هذه السلوكات مصيره حتما المحاربة بعد العزلة المتنامية والتي لن تفيد معها شطحات المسلطين على شعوبهم والركوب على ملف مغربية الصحراء من أجل تصدير الأزمات الداخلية الخانقة وأسئلة الإصلاح الحارقة والاستعجالية للخارج،وإن كان هذا شأنهم الداخلي. ما حدث اليوم مع نهضة بركان سبق وأن سبقته أفعال اعتداء على شبابنا وترهيبهم، وسبقه احتجاز طاقم صحفيين وسبقه وسبقه من الأفعال الصبيانية الشيء الكثير.. فمتى؟ ومن ينهي إفساد جارة السوء لكل ما يمكن أن يكون جميلا في فضائنا المغاربي، وجوارنا بشقيه الجنوبي والشمالي؟ إنها وقطعا ليست سلوكات معزولة، بل هو تصاب دولة وطيش عسكر، في انتظار يقظة وحزم إقليمي ودولي ينهي هذه السلوكات المشينة ويعمق عزلتهم، وتعزيز وتكريس فعل تنموي وديمقراطي على أرض المغرب الحبيبة فهو السبيل الوحيد لوضع حد لهاته العسكريتارية الطائشة والمتنطعة.