زلزلت أرض حوز مراكش / أغمات، يوم 8 شتنبر 2023، زلزالا وصلت ارتداداته بقوة مناطق جهات مراكشآسفي وسوس ماسة ودرعة تافيلالت وبني ملال خنيفرة، وبقوة أخف جل مناطق المغرب من مكناسفاس وصولا للجنوب المغربي مخلفا شهداء وشهيدات ومشردين. من مكر الصدف تزامن القوة الزلزالية الطبيعية ومرور سنتين بالضبط على " زلزال " سياسي يوم 8 شتنبر 2021 حيث صودرت الارادة والسيادة الشعبية لترهن مستقبل الفئات الفقيرة التواقة للحرية والعيش الكريم لخمس سنوات، ذلك من طرف وكلاء النيوليبرالية العالمية المتوحشة عديمي الأخلاق. زلزال 8 شتنبر 2023، وإن أصاب نفسيا جميع المواطنات والمواطنين عبر ربوع الوطن العزيز، فإنه أصاب الفئات الشعبية الهشة بقرى المغرب العميق بجبال الاطلس وسفوحه، أصابها في قبر حياتها وأزهق أرواح الناس البسطاء وشرد آلاف المقهورين والكادحين وعمق معاناة التلاميذ ويتم العديد من الأطفال بتلك المناطق المنكوبة. ولقد تزامن الزلزال وحملة تحالف " الجرافات والقمع" لهدم سكن مئات الآلاف من المواطنين من الفئات الهشة ذلك فيما يشبه " حربا طبقية " يقودها مهندسو النموذج التنموي الأفشل من سابقيه بعد إعداده بغرفهم المكيفة المغلقة تنفيذا لإملاءات الأدرع المالية للإمبريالية العالمية، عطفا عن مصادرة جائرة لأراضي المواطنين والمواطنات بكل جهات الوطن. وكأن الطبيعة بزلزالها لجمعة 8 شتنبر 2023، في تحالف ماكر مع زلزال الجرافات والقمع لتجريد الناس من الطبقات الشعبية من سكنهم وقهرهم قهرا. ويلاحظ أن التحالف الزلزالي يرمي لتحقيق نفس الأهداف ويتبع نفس التكتيك والمنهجية والخطوات، حيث أن الإعلام المخزني يروج، بتعال، لخطاب منع المبادرات المواطناتية من تقديم الدعم المادي والمعنوي والنفسي لضحايا زلزال يوم الجمعة الأسود ( هذا ما وقع لعدة مبادرات بمراكش وغيرها لإيصال الخبز والماء والحليب للضحايا...)، تماما كما يعتقل ويختطف كل من رفع صوت حنجرته لمساندة ضحايا مصادرة جائرة للأراضي وهدم المنازل فوق رؤوس الناس ظلما وعدوانا، في السر والعلن، وبدون حوار وسابق إنذار. بالمناسبة، والمناسبة شرط، فمن غرائب الصدف ومكرها، أن تبرمج، في أكتوبر القادم، قمة الصناديق والابناك المالية الملعونة في أرض مراكش المنكوبة وضواحيها " مسرح " الزلزال الطبيعي، للتغطية على الفساد وخلق فرص لمزيد من النهب. وإذا كان التحالف الثلاثي متينا وموحدا في أهداف التفقير والنهب والتشريد وسلب الأراضي، فمن السخرية والمفارقة أن تكون #القمة_المضادة لقمة الأدرع المالية العالمية المتوحشة، رغم وحدة هدفها، منقسمة إلى ثلاث مبادرات ضيقة الأفق وغير ناضجة في العمق : الموازية، والمبادرة الديمقراطية والتنسيق الوطني. لروح شهداء وشهيدات الزلزال السكينة والرحمة، وكل التضامن مع عائلات الضحايا من نساء ورجال وأطفال.