بعد نجاح تطبيعها مع عدة دول عربية وإسلامية، تسعى إسرائيل بكل ما اوتيت من مكر دبلوماسي وسياسي إلى ضم المملكة العربية السعودية إلى قائمة الدول المطبعة معها. وتماطل السعودية إلى حد الآن في الاستجابة إلى إغراءات الدولة العبرية وضغوطات الولاياتالمتحدةالأمريكية. وآخر ما ابتكرته إسرائيل كبوابة ربما تكون أقل حساسية وأكثر أمنا لإرساء تطبيع هادئ يمهد لتطبيع رسمي على غرار الإمارات العربية والمملكة المغربية والبحرين، تجريب الدخول من بوابة الحج، لتثبيت رحلات جوية مباشرة بين تل أبيب وجدة، مع العلم أن السعودية تسمح للحجاج القادمين من إسرائيل عبر دولة ثالثة ! وتأتي الخطوة الإسرائيلية قبل زيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، المقررة إلى المنطقة الأسبوع المقبل، على اعتبار أمريكيا هي عراب التطبيع الرسمي في المنطقة. طلب رسمي إسرائيلي للحج وحسب قناة الحرة، تقدمت إسرائيل بطلب رسمي إلى السعودية، الخميس، للسماح للبلاد بتسيير رحلات جوية مباشرة من تل أبيب إلى جدة قبل موسم الحج هذا العام. وقال وزير التعاون الإقليمي عيساوي فريج، الخميس، إنه تقدم بطلب رسمي إلى السلطات السعودية بشأن هذه القضية. وأضاف فريج، وهو الوزير العربي عن حزب "ميرتس" اليساري: "أود أن أرى اليوم الذي يمكنني فيه المغادرة من مطار بن غوريون للوفاء بواجباتي (الدينية) كمسلم في مكة". وقال خلال مقابلة مع إذاعة الجيش "لقد أثرت الموضوع مع السعودية وآمل أن يصل ذلك اليوم قريبا"، وفقا لما نقلته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل". بحسب الصحيفة، تقبل السعودية الحجاج المسلمين الذين يصلون من إسرائيل إلى مكة، لكنها تطلب منهم السفر عبر دولة ثالثة، والتي قال فريج إنها قد تكلف ما يصل إلى 11500 دولار في رحلة تستغرق أسبوعا. بعد تطبيع العلاقات الإسرائيلية مع الإمارات والبحرين عام 2020، سمحت السعودية للرحلات الجوية الإسرائيلية باستخدام مجالها الجوي للسفر إلى تلك الدول الخليجية. إلى جانب طلب فريج، نقلت وسائل إعلام عبرية، الخميس، عن مسؤولين إسرائيليين لم تذكر أسمائهم أنهم طلبوا أيضًا من المملكة الموافقة على بعبور الطائرات الإسرائيلية فوق أراضيها، مما سيقلل بشكل كبير من وقت وتكلفة الرحلات الجوية من إسرائيل إلى آسيا. خطوة في مشروع تطبيعي؟ يأتي ذلك قبل زيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، المقررة إلى المنطقة الأسبوع المقبل. ومن المتوقع أن يصل بايدن لإسرائيل يوم 13 يوليو في زيارة تستغرق يومين، قبل مغادرته إلى المملكة العربية السعودية. وقال مؤخرًا إن أحد أهداف زيارته سيكون "تعميق اندماج إسرائيل في المنطقة"، مما أثار تكهنات بشأن التطبيع المحتمل للعلاقات مع الدولة الخليجية. في الشهر الماضي، أشارت التقارير إلى نية إسرائيل مطالبة بايدن بالموافقة على تسليم نظام دفاع جوي إسرائيلي يعمل بالليزر إلى الدول العربية المتحالفة مع إيران، بما في ذلك السعودية. وتحدث وزير الدفاع، بيني غانتس، عن "اختراق" محتمل خلال زيارة بايدن المقبلة. لكن المحللين قالوا إن العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل لن تكون ممكنة طالما الملك سلمان (86 عاما) لا يزال في سدة الحكم، طبقا للصحيفة. تطبيع بطيئ لكن بخطى ثابتة حسب "ر.ت عربي" قال يائير لابيد في حديث لراديو الجيش: "نعتقد أنه من الممكن أن تكون هناك عملية تطبيع مع السعودية.. لقد قلنا بالفعل أن هذه هي الخطوة التالية بعد اتفاق إبراهام، للحديث عن عملية طويلة وحذرة"، في إشارة إلى اتفاقيات التطبيع المدعومة من الولاياتالمتحدة لعام 2020 التي توصلت إليها إسرائيل مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب. وأكمل لابيد: "نحن نعمل مع الولاياتالمتحدة ودول الخليج في هذا الشأن"، حيث أنه لا توجد علاقات دبلوماسية رسمية بين إسرائيل والسعودية. وحذر لابيد، حسب نفس المصدر، من أن "عملية التطبيع مع السعودية ستأخذ وقتا طويلا، مع إحراز تقدم بخطوات صغيرة"، مؤكدا أن "المصالح الأمنية لكلا البلدين على المحك". وأوضح لابيد قائلا: "لن يحدث هذا بالطريقة نفسها التي حدثت في المرة الماضية"، في إشارة إلى الطبيعة المفاجئة والسريعة التي تم فيها الإعلان عن صفقات التطبيع لعام 2020، مضيفا: "لن نستيقظ ذات صباح فجأة وتكون هناك مفاجأة". وأردف: "يمكن أن يكون من بين ثلاثة وزراء خارجية بعدي، شخص ما سيقف على المنصة وسيحتفل بهذا، وهو أمر جيد تماما.. هذه هي الطريقة التي يدير بها المرء دولة". وكانت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية قد زعمت أن "مجموعة من المسؤولين الإسرائيليين زارت السعودية خلال السنوات العشر الأخيرة". كما زعمت أن العشرات من رجال الأعمال ورواد التكنولوجيا الإسرائيليين دخلوا إلى السعودية لإجراء محادثات متقدمة بشأن استثمارات سعودية في شركات وصناديق استثمار إسرائيلية. واستند موقع "تايمز أوف إسرائيل" في نسخته الإنجليزية إلى تقرير نشرته صحيفة Globes الاقتصادية العبرية. ووفقا للموقعين فقد دخل رجال الأعمال إلى السعودية بجوازات سفر إسرائيلية وتحتوي على تأشيرات خاصة، وفقا لتقرير "غلوبس" الذي نشر الخميس.