اعتبر أبو بكر التطواني، رئيس مؤسسة الفقيه التطواني، أن الخطابات التبريرية والشعبوية والعاطفية لم تعد قادرة على إقناع المواطن، مؤكدا أن غياب وساطة الأحزاب مع المواطنين يفقد للديمقراطية شرعيتها. وأشار التطواني، في كلمته الافتتاحية على هامش اللقاء الذي نظمته المؤسسة بحضور الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة ووزير العدل، عبد اللطيف وهبي، والأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، محمد نبيل بنعبد الله، (أشار) إلى أن الخطابات التبريرية والشعبوية والعاطفية لم تعد بقادرة على الإقناع، لأنه بدون دور الوسيط الحقيقي للأحزاب السياسية بين المواطنين وعملية صنع السياسات، فإن الديمقراطية تخاطر بفقدان شرعيتها ومعناها. وأوضح المتحدث ذاته أن "المغرب شهد تحولات عميقة في فترة زمنية قياسية وارتسمت في الأفق آمال عريضة غدتها إرادة ملكية قوية وثابتة ألقت على كل الفاعلين عموما والسياسيين خصوصا تحديات هي كيف نَصُوغُ هذا الحلم وطنا." وذكر التطواني بأن ضيفا المؤسسة كانا يرافعان من موقع المعارضة وكان الانتظار سيد الموقف لما سيؤول إليه الأمر بعد انتخابات الثامن من شتنبر، قبل أن يعيد قرار الشعب ترتيب الأوراق من خلال إفراز أغلبية حكومية واضحة. يشار إلى أن مؤسسة الفقيه التطواني استضافت، أمس الأربعاء، بقصر المؤتمرات الولجة بسلا، لقاء مشتركا للمرة الأولى يجمع بين قيادتين حزبيتين، هما الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، عبد اللطيف وهبي، والأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، محمد نبيل بنعبد الله، لمناقشة قضايا الساعة. واندرج هذا اللقاء الحواري في إطار برنامج مؤسسة الفقيه التطواني "السياسة بصيغة أخرى" وتحت شعار "أحبك يا وطني"، حيث تمت مناقشة مواضيع وقضايا الساعة مع القياديين الحزبيين، بحضور ثلة من الإعلاميين، حيث حاور الضيفين كل من مدير جريدة العمق المغربي، محمد لغروس، ومريم بوتوراوت، صحافية بالإذاعة الوطنية، تحت إدارة أبوبكر الفقيه التطواني، رئيس المؤسسة. وكانت مؤسسة الفقيه التطواني قد أطلقت شهر مارس الماضي، برنامج "السياسة بصيغة أخرى"، حيث يتناول التحولات الكبرى التي عرفها المغرب ومخلف الأوراش المفتوحة، بمشاركة مفكرين وأكاديميين وإعلاميين وفاعلين سياسيين وجمعويين. وأوضحت المؤسسة أن هذا البرنامج يروم إعادة التساؤل حول مسار النقاش السياسي وطبيعته، و"لا شك أن التحولات المهيكلة وطرق مقاربتها أحدثت نمطا جديدا في فلسفة هذا النقاش وبنيته وصرفت التفكير عن الكثير من الهوامش غير المجدية في واقع مليء بالانتظارات". وقالت إن الغاية من هذا النقاش تتمثل في "العمل على التملك الجماعي لمضامين التحولات في مختلف مجالاتها الدستورية والقانونية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية ومن خلالها رؤية واضحة حول الواقع والمحيط". كما يهدف البرنامج إلى "تنظيم جلسات استماع لمختلف الفاعلين على المستوى الوطني كما على المستوى المحلي، لفهم آليات التنزيل ورصد التطورات والإنجازات".