"المعرض الدولي للنشر والكتاب سينظم في مدينة الرباط بدل الدارالبيضاء" المهدي بنسعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل 1 – من المعلوم أن معرض الكتاب السنوي الذي ينظم بمدينة الدارالبيضاء من أبرز الأنشطة الثقافية التي تقام في مختلف ربوع المملكة، بل لقد ارتبط هذا المنجز الثقافي الرحب ارتباطا وثيقا بالعاصمة الاقتصادية وقطب الحركة الفنية والثقافية المغربية بلا منازع، لا بل إننا قد لا نتصور احتضان أي مدينة من مدننا العزيزة هذا الملتقى المعرفي بالغ الأهمية والاعتبار، لأنه ببساطة ولد بين أحضانها ونما بين جفونها برعاية مسؤولين إداريين وخبراء تمرسوا في السهر على مجرياته وأدق تفاصيله، كما أنه مناسبة استثنائية يلتقي فيها مثقفون ينتمون إلى مختلف ميادين العلوم والمعرفة في مدينة تتوفر على كل الإمكانيات اللوجستيكية الأساسية، من فنادق ومطاعم ووسائل النقل الحديثة .. قد لا نجدها مجتمعة في مدن مغربية أخرى، كما أن عددا من العمال الذين ينتظرون هذا "الموسم" على أحر من الجمر بحثا عن تحسين وضعهم المادي/الاجتماعي من سائقي سيارات الأجرة وأصحاب الوجبات الخفيفة وبائعي مختلف البضائع البسيطة ذات الصلة بهذا المعرض الدولي الكبير .. 2 – بيد أن وزير الشباب والثقافة والتواصل السيد المهدي بنسعيد أطلعنا مؤخرا عن قراره المتمثل في نقل المعرض من العاصمة الاقتصادية إلى العاصمة الإدارية للمملكة، وقد يعود ذلك إلى أن فضاء المعرض شيد فيه مستشفى ميداني، فضلا عن اختيار الرباط عاصمة للثقافة الإفريقية، غير أن مكتب مجلس مدينة الدارالبيضاء لم يستسغ هذا التغيير المفاجئ ورفض"هذا التهجير القسري والترحيل غير المدروس" ، وتمسك بضرورة تراجع وزارة الشباب والثقافة والاتصال عن هذا القرار الذي قد تكون له تبعات سلبية ونتائج جانبية "غير مطمئنة" على مستقبل هذا المعرض في السنوات القادمة.. 3 – والواقع أنه وعلى الرغم من إيماننا بأن مدينة الدارالبيضاء الكبرى لها كل الأحقية في إقامة هذا الحفل الثقافي الباذخ بين "جوانحها"، إلا أن نقله مؤقتا إلى عاصمة الثقافة الإفريقية الرباط هذه السنة قد يكون قرارا ملائما ومناسبا وموفقا، خاصة وأن الفضاء العام لمعرض الكتاب بالدارالبيضاء في حاجة ماسة إلى إصلاح هيكلي يليق بنهضة تنموية رفيعة تشهدها العاصمة الاقتصادية التي نحبها إلى أبعد مدى، فالمعارض الثقافية ذات السمعة العالمية تقام في فضاءات من الجيل الجديد من حيث المعمار والمرافق الداخلية الإضافية والفضاء الخارجي الذي يفترض أن يكون نموذجا بالغ الجمال والجاذبية، تتخلله مساحات خضراء وحدائق للعب والترفيه والاستجمام ومرآب عملاق لسيارات الزوار .. وأملنا كبير أن نرى في المستقبل القريب جدا فضاء فخما بديعا، تتلألأ فيه أطياف المعرفة وتسبح في محيطه ألوان الإبداع البشري، وتنطلق من"منصته" مرافعات راجحة للدفاع عن الثقافة الوطنية والإنسانية بأبهى وأحلى صورة!